حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الاسلاميه

احدر ان يصيبك فيروس الحقيقه فتشقى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة تحرير العبيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 11808
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
العمر : 54

قصة تحرير العبيد Empty
مُساهمةموضوع: قصة تحرير العبيد   قصة تحرير العبيد Icon_minitimeالخميس يوليو 21, 2011 1:15 pm

قصة تحرير العبيد
اشتهر الرئيس الأميركي ابراهام لنكولن بشيئين: بإطلاق لحيته دون الشارب، مع أنه لم يُطِل لحيته إلا في الأعوام الأخيرة من حياته؛ وبدعوته لتحرير العبيد.

قصة التحائه بدأت عندما كان يقوم بجولات في بعض الولايات أثناء حملته الانتخابية، فتوقف عند إحدى البلدات حيث استقبله أهلها، وكان من بينهم طفلة صغيرة، أخذ يداعبها فاقترحت عليه أن يطيل لحيته، فأخذ باقتراحها حتى ارتبطت صورته باللحية إلى الأبد.

لنكولن (1809 - 1865)، هو الرئيس الأميركي السادس عشر، ويعتبر من أهم الرؤساء الأميركيين وأكثرهم تأثيراً في بلاده والعالم. ففي عهده حدثت حرب أهلية انفصلت على إثرها إحدى عشرة ولاية وأعلنت الاستقلال باسم «الولايات الكونفدرالية الأميركية». ولكنه أعادها إلى حظيرة الاتحاد، ويمكنك أن تتخيل كيف سيتغير تاريخ العالم لو استمر الانفصال، ليس على مستوى السياسات الدولية، بل حتى على مستوى التقدم العلمي، وهل كانت ستتاح بين أيدينا أجهزة الكمبيوتر والآي باد.

على أن القرار الأهم الذي خلَّد اسم لنكولن في التاريخ البشري أنه صاحب قرار إلغاء الرق العام 1863، فهذا الرئيس وُلد لأسرة فقيرة من المزارعين، ولم يلتحق بالمدرسة، لكنه ثقف نفسه ذاتياً، وانكب على قراءة الكتب، وتعلم مبادئ القانون حتى أصبح محامياً.

كان الأوروبيون الذي استعمروا العالم الجديد، قد دأبوا على جلب الرقيق من إفريقيا لأكثر من ثلاثة قرون، حيث أفرغت القارة السوداء من 25 مليون نسمة، وكان نصف الرقيق يموت أثناء شحنه في البواخر فيلقى بجثثهم في المحيط. ومن يصل منهم يباع في سوق النخاسة لينتهي مزارعاً أو خادماً في بيت.

في بداية القرن التاسع عشر، أخذت الولايات الشمالية بالنظام الصناعي، فتخلت عن الرق، بينما تمسكت به الولايات الجنوبية القائم اقتصادها على الزراعة، وأصر البيض الجنوبيون على إبقاء الجيل الجديد من الزنوج في الرق بعد منع استيراد العبيد. وكانت هذه القضية أحد أسباب الحرب الأهلية منتصف القرن بين الجنوب والشمال، حيث نشطت الحركة المطالبة بمنع الرق والاستعباد، وفي تلك الفترة برز لنكولن حيث التحق بالحزب الجمهوري، واشتهر بخطبه النارية ضد مؤسسة العبودية ونظام الرقيق، وتنديده بالطبقة المالكة للعبيد وتهديدها لوحدة أميركا.

كان يحارب جداراً شاهقاً، ونظاماً اقتصادياً قديماً، فاتهمه خصومه بمحاباة «الزنوج» والإيمان بالمساواة بين السود والبيض، فتلك كانت تهمة خطيرة في ذلك الزمان. ولذلك أنكرها وأوضح أنه لا يسعى إلى المساواة (فذلك كفرٌ وتجديفٌ وخروجٌ من الملة) وإنما دعا فقط إلى إلغاء استرقاق الرقاب!

في الانتخابات الرئاسية للعام 1860 اشتد الخلاف على الرق، وطرحت قضية الانفصال، وفاز لنكولن، لكنه لم يحصل على أصوات مؤيدة في ولايات الجنوب رغم مناهضته للعبودية. بل إن الكثير من الساسة ورجال الإعلام وكبارات المجتمع هدّدوا بالانفصال في حال فوزه. فالصحافة التي يفترض أن تحمل مشعل الحرية وتقف إلى جانب المساواة بين البشر وتتبنى القيم الإنسانية الكبرى، انحازت بسبب مصالحها إلى العبودية وأخذت تناهض الحرية والدعوة إلى المساواة.

في سبتمبر 1863، أصدر لينكولن «إعلان التحرير» الذي قضى بمنع الرق في بعض الولايات، وكان يطمح إلى اجتذاب العبيد للتحرّر من قبضة الملاك، ما أدى إلى استنفار هؤلاء. ومع استمرار الخسائر في الحرب الأهلية تولدت ردة فعل لدى الشماليين، إذ اعتقد بعضهم أنهم لا يخوضون حرباً من أجل توحيد وطنهم بل من أجل تحرير الزنوج، وهي قضية أقل أهمية لديهم، بعيداً عن تقدّم البشرية وأفكار الإنجيل والأخوة الإنسانية! ومع ذلك واصل لنكولن الحرب واستطاع إنهاءها وإخضاع الجنوب، بعد مقتل أكثر من نصف مليون نسمة غير الجرحى، فضلاً عن حرق وتدمير المدن، كل ذلك من أجل فرض فكرة بديهية تماماً: أن البشر متساوون.

كان الجو مشحوناً وموبوءًا بالتحريض والكراهية ضده، فذهب لنكولن إلى حفل تتويجه متنكراً مخافة الاغتيال. وفي خطابه كان يحاول التوفيق، فأكد أن لا نية لديه لإلغاء الرق في كامل التراب الأميركي، ومع ذلك لم ينل رضا القوى المتطرفة، فانبرى إليه أحدهم وهو يشاهد عرضاً مسرحياً، وأطلق عليه النار فأرداه قتيلاً في أحد أيام أبريل/ نيسان 1865.

لم يكن لنكولن قديساً ولا ولياً صالحاً، بل كان رجل سياسة، أخطأ وأصاب، ومما كتب عنه أنه رغم حربه لإنهاء العبودية إلا أنه لم يكن مؤمناً بفكرة المساواة بين الأجناس، ويستدلون بميله إلى فكرة إرسال الزنوج المحررين إلى جزر البحر الكاريبي أو إعادتهم إلى سواحل إفريقيا، بدافع سياسي بحت، وهو الحفاظ على السلم الأهلي!

إحدى الظواهر التي أثارت حيرة الباحثين، أن هناك شريحةً من السود كانوا من ضمن معارضي لنكولن في دعوته لإنهاء العبودية، وبعضهم قاتل مع البيض ليبقى عبداً إلى الأبد. بعض هؤلاء كان ينقصه الوعي والبصيرة التاريخية، فهم عاشوا عبيداً ولا يسوؤهم أن يورّثوا لأبنائهم العبودية والقيود. وبعضهم كان من الفقراء المعدمين، وبعضهم عاش خادماً حتى هرم، لا يجيد صنعةً ولا يحسن الاعتماد على النفس، ولو خرج من بيت سيده لجاع وضاع في زحمة الحياة.

يعتبر لنكولن اليوم من أعظم الرؤساء في التاريخ الأميركي، ويجمع الجمهوريون والديمقراطيون على اعتباره المؤسس الثاني للولايات المتحدة، وقد صنعوا له تمثالاً أمام الكونغرس نقشت في قاعدته كلمات من خطبه التاريخية، ويعتبره الرئيس الزنجي باراك أوباما قدوته الكبرى.

كلمةٌ أخيرةٌ توضيحية، استخدمتُ كلمة «العبيد» في هذا المقال وأنا غير مؤمن بهذه الكلمة المهينة، وإنّما أخذاً بالمصطلحات الشائعة، فأنا من المؤمنين بوجود مستَعْبَدِين ولا يوجد عبيد. تلك من بدع الأرض وليست من بضاعة السماء. ورحم الله شاعرنا الكبير أبا العلاء المعري حين ثار على عقلية السادة و «العبيد»:

ويقولُ داري من يقول وأعبُدي... مَهْ! فالديارُ لربِّنا والدارُ




قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3239 - الخميس 21 يوليو 2011م الموافق 19 شعبان 1432هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mzmzmz.yoo7.com
 
قصة تحرير العبيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حرب تحرير العراق
» تحرير فلسطين واجب على كل حر شريف
» إصدار أمر ضبط بحق سكرتير تحرير الصحيفة
» تحرير المرأة بين جمال الشكل وخواء المحتوى
» إخلاء سبيل المتهمين بالاعتداء على مدير تحرير الوطن أبوزيتون يفجر قنبلة أمام المحكمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه :: قسم حرية الكلمه-
انتقل الى: