نصيحة إلى الرئيس أوباما!
أنت رئيس أكبر دولة في العالم، والأخبار الأخيرة التي تابعناها عن المخرّبين في عاصمتك لا تبشر بخير، فماذا تنتظر؟ أسبوعان وأنت لا تستطيع فرض القانون؟ أيّ رئيس أنت؟ وأية دولة عظمى هذه؟
غير معقول أن يردد آلاف المعارضين علانيةً شعار «احتلوا وول ستريت» ويتجهون إلى قلب الحي المالي بنيويورك وأنت تتفرج. وغير معقول أن تساندهم النقابات في تصعيد حركتهم الاحتجاجية المستمرة دون أن تحرك ساكناً، فهل تنتظر انهيار الاقتصاد الأميركي وتدهور سعر الدولار؟
إن عدم الحسم هو الذي شجّعهم، فزاد خلال أيام من خمسة آلاف إلى 12 ألفاً، في أكبر تظاهرة باتجاه مباني الحكومة والمحاكم وحي المال، بشعارات زائفة مثل غياب المساواة ومطالبة البنوك بدفع الضرائب والمساهمة في بناء المدن الفقيرة؟ فهل من وظائف البنوك ذلك؟ والأسوأ انضمام الكثير من النقابات إليهم، بما فيها اتحاد عمال النقل وقطاع السيارات ونقابة المعلمين بالمدارس الفدرالية، ما دخل المعلمين وسوّاق الحافلات بالسياسة؟ وكيف لم تتخذوا إجراءً رادعاً ضد اتحاد النقابات وتقديمهم للمحاكمة؟
إنه لمن دواعي الاستغراب أن تسمحوا للمتظاهرين برفع لافتات كتب عليها: «لنضع حداً للبنك المركزي»! و «عندما يسرق الأغنياء الفقراء يسمّون ذلك أعمالاً، وعندما يدافع الفقراء عن أنفسهم يسمون ذلك عنفاً». أليست هذه دعوات تحريضية تدل على الكراهية والحقد والحسد؟ ولماذا سمحتم لهم بترديد شعارات: «مساواة ديمقراطية ثورة»، ألا توجد لديكم مساواة؟ ألستم ديمقراطية عريقة؟ وهل يمكن أن يتساوى أبناء روكفلر أو فورد أو حتى ديفيد كوش مع أيّ صعلوك من فقراء حي هارلم؟
ثم ما هي قصة الاعتقالات؟ مظاهرة في لوس أنجليس شارك فيها 500، تعتقل الشرطة 11 منهم (6 رجال و5 نساء)، هل هذا تطبيق للقانون؟ لماذا لم تعتقلوهم جميعاً؟ أين دولة القانون والمؤسسات؟ أين الكونغرس؟ وكيف تم إطلاق سراحهم بكفالة مالية دون أن يُودَعوا في السجن؟
كنا نظن الفوضى فقط عندنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فكلّ من له أجندة خاصة نصب له خيمة بأحد الميادين وأخذ يتظاهر ضد الحكومة، فإذا بالفوضى تنتقل إليكم، فتتظاهر جماعاتكم وينصبون خيامهم أمام الفنادق والبنوك. والغريب أنهم يستخدمون الشبكات الاجتماعية على الإنترنت للدعوة إلى أعمالهم التخريبية التي يدّعون أنها «حركة مقاومة لا تستخدم العنف»، فهل تصدّق كلامهم؟ ولماذا لم تتخذوا أية خطوة ضدهم كحجب مواقعهم أو تقديم مدوّنيهم إلى المحاكمة؟
لقد خاب الظن بك، فقد كنا نتوقع منك موقفاً حازماً، ولم نتوقع منك أن تخرج أمام الكاميرات لتبرّر أفعالهم التخريبية، وتصرح أن ما يقومون به يعكس مشاعر الإحباط بين الشعب بسبب الأزمة المالية. ألا يشجّعهم تصريحك على مزيد من الفوضى والتخريب؟ وهل من يطالب بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية ينصب خيمةً في الشارع أم يذهب إلى مجلسي الشيوخ والنواب؟
عليكم أن تنتبهوا إلى بلادكم يا أوباما قبل فوات الأوان. فهؤلاء مسيّسون ولديهم أجندات خارجية مشبوهة، والدليل أن بعضهم طالب بإنهاء الحرب على العراق وأفغانستان. ابحثوا عن ارتباطاتهم السرية مع المكسيك أو كوبا أو حركة طالبان. شكّلوا لجان تحقيق، وابدأوا بالنائبة لويز سلوتر التي قالت إنها تشعر بالفخر وهي ترى حركة الاحتجاجات، وهناك صور وفيديوات ويوتيوبات تدينها. لاحقوهم بيتاً بيتاً، زنقة زنقة، دار دار... قبل فوات الأوان
قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3320 - الإثنين 10 أكتوبر 2011م الموافق 12 ذي القعدة 1432هـ