قرار أوباما المفاجئ بشأن سورية
منصور الجمري
منصور الجمري ... رئيس التحرير
editor [at] alwasatnews.com
الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجع بصورة مفاجئة عن اتخاذ قرار بضرب سورية، وطلب من الكونغرس رسمياً الموافقة على التدخل (على رغم أن القانون الأميركي لا يتطلب هذه الموافقة)، ومن المتوقع أن تعقد جلسة خاصة للكونغرس لمناقشة مشروع القرار والتصويت عليه، ومن حينها كانت هناك العديد من التفسيرات عن السبب في هذا التراجع المفاجئ.
المعروف حالياً أن أوباما رفض التدخل في الشأن السوري العام الماضي، وعارض فكرة وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون آنذاك، وكان سبب رفضه أنه جاء إلى الرئاسة على أجندة مختلفة عن الرئاسة التي سبقته، وبعد انتخابه حاز جائزة نوبل للسلام، لأن مجرد انتخابه أشعر العالم حينها بأنه أكثر أمناً عندما تسلم الرئاسة. هذا التردد تغيَّر عندما استُخدمت الأسلحة الكيماوية الشهر الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من 1400 شخص، وبدأت طبول الحرب تُقرع مع حماس بريطانيا وفرنسا للاشتراك في العمل العسكري.
التطوُّر الذي حدث مؤخراً كان رفض البرلمان البريطاني لمشاركة القوات البريطانية في العمل العسكري ضد سورية، وهذا يعني أن الشرعية التي كانت تبحث عنها أميركا خارج مجلس الأمن الدولي قد ضعفت كثيراً، ولا توجد قوة أخرى فعلية سوى فرنسا.
هذا يعني أن أوباما سيخاطر كثيراً بالنسبة لمستقبله في حال احتاج مستقبلاً إلى موافقة الكونغرس على عمل عسكري أكبر يتطلب الدستور الأميركي أخذ موافقة الكونغرس عليه، إذ سيتم تذكيره بأنه لم يستشر ممثلي الشعب في الوقت الذي استشارت الحكومة البريطانية ممثلي شعبها. إضافة إلى ذلك، فإن الشعب الأميركي قد يرى أن حكومته ذهبت إلى حرب من دون شرعية مجلس الأمن ومن دون شرعية تواجد أصدقاء أميركا بحجم كافٍ، وبالتالي فإن ذلك سيؤثر أكثر على نفسية الشعب الأميركي الذي سئم الحروب، كما ستكون نتيجة عدم الحصول على دعم شعبي كافٍ سلبية على الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وحالياً فإن العالم لا ينتظر اجتماع مجلس الأمن الدولي، وإنما سيتابع اجتماع الكونغرس في 9 سبتمبر/ أيلول المقبل (2013)، الذي سيوافق أو سيرفض مشروع قرار الضربة العسكرية «المحدودة»، وفي كلتا الحالتين سيقول أوباما إنه احتفظ بمكانته الأخلاقية والتزم بالقيم التي يرددها دائماً.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4015 - الأربعاء 04 سبتمبر 2013م الموافق 28 شوال 1434هـ