اليوم الدولي للقضاء على الفقر
تعمل الأمم المتحدة منذ عقود لتخليص الشعوب من براثن الفقر. وإذا كنا قد أحرزنا تقدما ملحوظا في هذا الصدد، فقد أصبحت هذه المكاسب مهددة اليوم. فالكثير من الناس يعيشون في خوف: الخوف من فقدان عملهم؛ الخوف من العجز عن إعالة أسرهم؛ الخوف من البقاء أسرى في قبضة الفقر إلى الأبد، محرومين من حقهم الإنساني في العيش بصحة وكرامة وأمل في المستقبل.
باستطاعتنا أن نتصدى للتحديات التي تواجهنا، من أزمة اقتصادية وتغير المناخ وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وآثار الكوارث الطبيعية.
بوسعنا أن نتغلب عليها إذا نحن وضعنا الإنسان في صميم جهودنا. فكثيراً ما ألاحظ أن النقاشات الجارية التي سترسم معالم مستقبلنا تتجاهل ثلاث فئات: الفقراء والشباب والأرض. فمثلما نعمل لتلافي انهيار مالي عالمي، علينا أن نعمل أيضاً لتلافي انهيار إنمائي عالمي.
ولا يمكننا أن نبخس، باسم التقشف المالي، على الاستثمارات المنطقية التي تتخذ الإنسان محوراً لها.
بإمكاننا وقف انتشار الملاريا ودحر الايدز، وإنقاذ ملايين الأمهات من الوفاة أثناء الوضع. والاستثمارات المراعية للبيئة يمكن أن تولد فرص العمل والتنمية.
ليس كل هذا من باب التنظير. إنه واقع ماثل أمامنا. لقد حان الوقت لكي نراجع أنفسنا. وحان الوقت للمضي بزخم أكبر صوب تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وحان الوقت للقيام بجميع التحضيرات اللازمة لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه في مؤتمر التنمية المستدامة (ريو 20).
لنصغي معا لصوت الشعوب، ولندعم آمالها وتطلعاتها، فذلك هو السبيل الوحيد لبناء عالم خال من الفقر
بان كي مون
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3327 - الإثنين 17 أكتوبر 2011م الموافق 19 ذي القعدة 1432هـ