نصائح إلى الإعلام الأوروبي!
اللعنة على الإعلام الأوروبي المضلل! اللعنة على وسائل الإعلام الأميركية دون استثناء! كلهم خونةٌ وأغبياءٌ ومرتشون!
إن الإعلام الأوروبي فقد مصداقيته بالمرة، خصوصاً العام الماضي، بعد أن فقد أغلب الصحافيين في أوروبا والمملكة المتحدة على وجه الخصوص المعايير الأخلاقية والمهنية اللازمة للعمل الصحافي النزيه والمحايد!
إن أغلبية هؤلاء الصحافيين، إن لم يكن كلهم، يتحركون من منطلق أجندة فكرية أو سياسية معينة، بحثاً عن مصالحهم وأهدافهم وليس نقلاً للحقائق. كما أن بعضهم يرتبط بصداقات ربما تؤثر على وجهة نظرهم في نقل الحقائق للجمهور.
إننا نعلم أن صورة دولنا في الإعلام الغربي أصابها الكثير من التشوُّه بفعل هؤلاء الصحافيين الأوروبيين المرتشين، الذين ظلموا شعوبنا وأوطاننا. كما أن الإعلام الغربي يقدّم هديةً يومياً على طبقٍ من فضة، وأحياناً على طبقٍ من ذهب إلى الأنظمة الدينية المتخلفة في المنطقة، بسبب تحيّزه الظالم وغير المبرر ضد بلداننا.
إن بعض الصحافيين الأجانب المغرّر بهم، يجلسون في المقهى أو في ردهة الفندق أو البارات، ويؤلفون القصص ويلفقون الأكاذيب عمّا يجري فيما يسمى ببلدان الربيع العربي المزعوم! وكان حرياً بهم أن يبذلوا جهداً كافياً للتيقن من هذه الأخبار التي يرسلونها لصحفهم، وأن يقابلوا الوزراء أنفسهم لمعرفة حقائق الأمور، بدل أن يجلسوا في محلات الكوفي شوب ويشربون الكباتشينو ويفبركون قصص ألف ليلة وليلة!
إن على الإعلاميين الأوروبيين خصوصاً، والأميركيين عموماً، أن ينقلوا إلى مجتمعاتهم وصحافييهم أنه يجب عليهم أن يتحلّوا بالصدق والمهنية عند نقل الأخبار، وعدم فبركتها، لأن خبراً واحداً مفبركاً حتى لو كان عن البورصة أو الأرصاد الجوية، يمكن أن يقضي على دولةٍ بأكملها، بجيوشها وأساطيلها البحرية وقواتها الجوية!
إن ما يحدث في الصحافة الأوروبية على المستوى المهني والأخلاقي والثقافي أمرٌ لا يصدّق! لقد شهدت هذه الصحافة انهياراً أخلاقياً فظيعاً خلال العام الماضي، حيث فقدت ما كانت تتمتع به من مصداقية وموضوعية. وقد باتت شعوب الاتحاد الأوروبي لا تثق برؤساء تحرير الصحف هناك، ولا بكبار محرّريها أو كتاب الأعمدة فيها... والسبب ببساطةٍ أنهم تخلّوا عن موضوعيتهم ونزاهتهم وصدقيتهم خلال العام الماضي ومطلع هذا العام!
إن المؤسسات الصحافية، سواءً كانت في بريطانيا العظمى أو جمهورية فرنسا أو الولايات المتحدة الأميركية، تحتاج كلها إلى ميثاق شرف صحافي جديد، لتصحيح هذا الانحراف الشديد في توجهاتها المادية البحتة، وتخليها عن الناحية الروحية والأخلاقية والمهنية. كما أن كوادرها بحاجةٍ إلى إعادة تأهيل بصورةٍ دائمة، خصوصاً الصحافيين الشباب، لكيلا تسيطر عليهم الأفكار السياسية المتطرفة، مثل حركة «احتلوا لندن أو وول ستريت أو برلين»، فإن أخطر ما يهدّد الصحافة أن يكون الصحافي يحمل أفكاراً، بينما المطلوب أن يكون محايداً مثل الماء، ويكون مخه مفرغاً كالكرة، وخالياً تماماً من أية أفكار! الأفكار هي عدوة الصحافة والأوطان!
لقد سقط الإعلام الأوروبي والأميركي من عيوننا. إنه إعلامٌ دخل مرحلة الشيخوخة والموت السريري، وأصبح مجرد إعلام «شخبط شخابيط»
قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3434 - الأربعاء 01 فبراير 2012م الموافق 09 ربيع الاول 1433هـ