الرجوع إلى الحل السياسي
من الصعب القول ان الحلّ الأمني استطاع تحقيق المراد في مملكة البحرين، بل إنّ اعتماد الحلول الأمنية في المناطق، صعّد نوبات الغضب وفجّر الشارع أكثر، وكان الأولى بنا الرجوع إلى الحل السياسي، لأنّه البوّابة الرئيسية من أجل تهدئة الأوضاع في البحرين.
بتنا نحاول التهدئة في أعمدتنا وكتاباتنا، ومن ثمّ دعم مشروع الفورمولا 1، إيماناً منّا بأهمّيته لأهل البحرين، ولكنّنا لم نجد إلاّ زيادة تأجيج وازدياد توتّر، وحلولا أمنية غير مرغوبة وبعيدة عمّا يجب أن يكون عليه الحال.
كانت لدى الحكومة بوادر لحل الأزمة من خلال تقرير محمود شريف بسيوني، ولكنّنا وجدنا تباطؤاً من قبل الجهات المعنية، وتردّداً كبيراً في تطبيق ما أصدرته اللجنة من توصيات، ونتساءل: هل فعلاً هناك إرادة لدى الدولة للخوض بالحلول السياسية، أم استمرار الحلول الأمنية التي أثبتت عدم قدرتها على التحكّم في الشارع؟
عندما نسمع أمّاً تبكي فراق ابنها، يتقطّع الفؤاد من ذلك الأنين، ولقد سمعنا الكثير من الأمّهات البحرينيات يبكين أبناءهن خلال الأحداث، وأتى اليوم الذي نبكي فيه أمّنا البحرين، ففراقها سيكون عظيماً إذا لم نستطع معالجتها من المرض الذي غزا جسدها.
ماذا ننتظر بعد كل هذا التصعيد؟ وماذا بعد انتهاء الفورمولا 1؟ الذهاب الى أعمالنا بالنهار، وبدء المظاهرات مع عملية الفر والكر بالليل! أم ننتظر سقوط أكبر عدد من النّاس، باستخدام القوّة المفرطة، أم نحلّ المشكلة عن طريق تفريق المتظاهرين بمسيّلات الدموع؟!
حيّرتنا البحرين، ووجدنا أنّ رأس المال الجبان، يريدها عند قوّتها، ويبتعد عنها عند المصائب، وأصبحنا بين المتظاهرين وبين قوّات الأمن نتفرّج، بعضنا يتشفّى ويفرح، والبعض الآخر يبكي ويتألّم، سواءً على فقد الأحباب أو فقد بحريننا شيئاً فشيئاً.
وليس هذا فقط، فلقد انتشر البغض والكراهية وانتشرت العداوة فيما بيننا، وازدادت وتيرتها إلى الحد الأقصى، ونلاحظها الآن من خلال المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وعن طريق الرسائل التي ترد في بريدنا الالكتروني أو عبر «البي بي»!
لقد اختنقنا من هذه الحال التي نريدها أن تتغيّر، وأرهقتنا الكراهية المستمرّة حالياً وتعشعش فينا، ولم نجد الحل السياسي البارز حتى هذه اللحظة، ذلك الحل الذي يقلب الموازين كما قلبها في بداية الألفية، وترحّمنا على حال كنّا فيها، ونخشى ألا نعيشه مرّةً أخرى.
لا نعتقد بأنّ أحداً يستطيع وصف حال أهل البحرين حالياً، والجميع ينتظر بفارغ الصبر الحل السياسي، فعلى أية طاولةٍ هو الآن، وفي يد مَن؟ نتمنّى الحصول على إجابةٍ لهذا السؤال لمن عنده إجابة، لأنّ إجابته أصبحت مستحيلة بالنسبة لمعظمنا.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3515 - الأحد 22 أبريل 2012م الموافق 01 جمادى الآخرة 1433هـ