بطل «التضحية»... أنموذج لشباب البحرين
المهندس الكهربائي علي عبدالله حسن ناصر (من قرية عالي - 26 عاماً) توفي عصر يوم الإثنين (21 مايو/ أيار 2012)، وذلك بعد أن سارع إلى إنقاذ آسيوي كان يختنق في شبكة للصرف الصحي في قرية العكر الغربي. رحل معه الى الرفيق الأعلى آسيويان، أحدهما هندي (54 عاماً) والآخر باكستاني (32 عاماً). الثلاثة رحلوا بطريقة تعطينا صورة واضحة لطبيعة مجتمعنا وبلادنا.
القصة بدأت هكذا: أحد العمال الآسيويين سقط داخل حفرة لشبكة الصرف الصحي، فما كان من المهندس البحريني الشاب وآسيوي آخر إلا أن سارعا بالنزول داخل تلك الحفرة في محاولة لإنقاذ الشخص الذي سقط... لكن، ونتيجة وجود غاز الميثان داخل الحفرة، سقط الواحد منهم تلو الآخر، وتوفوا اختناقاً.
الحادث المأساوي أحدث فاجعة لدى الأهالي، حيث لقي انتشار نبأ وفاة المهندس الشاب الذي ضحَّى بحياته مع آسيوي من أجل إنقاذ عامل آسيوي آخر، تفاعلاً كبيراً من قبل المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي (التويتر)، وقد أطلق (هاش تاق) تحت اسم «بطل التضحية».
أنا لا أعرف الفقيد الشاب، ولكن أهل قريته وكل من عمل معه يعرفه، وهو أنموذج لابن البحرين المضحي والمعطاء، إذ عرف عن الفقيد حضوره الاجتماعي ومشاركته في مختلف الفعاليات، وعُرف عنه التفاني والاجتهاد طوال فترة عمله في شركته، وهذا هو ديدن شباب البحرين الذين لا يفرقون بينهم وبين الآخرين، ويعطون من أنفسهم الكثير، ويهرعون لخدمة غيرهم ويحاولون إنقاذهم.
هذا العطاء الكبير لشباب البحرين لا يوجد من يقدره - مع الأسف - من جانب معظم الجهات الرسمية، هذا في الوقت الذي تحاول جهات غير سليمة في تفكيرها تصوير أهل البحرين بأبشع الصفات. والواقع أن هذا الشعب هو من أطيب الشعوب، وشبابه هو من أفضل الشباب، ومجتمعه من أفضل المجتمعات المعطاءة في جميع مجالات الخير. انظروا إلى من يتبرع بدمه ليملأ بنك الدم، بحيث تكتفي البحرين ذاتيّاً، وهذا الدم يذهب إلى الجميع من دون استثناء، ويستفيد منه حتى أولئك الذين لم يدخل في قلوبهم حب لهؤلاء الشباب في يوم من الأيام.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3549 - السبت 26 مايو 2012م الموافق 05 رجب 1433هـ