إنها... بيوت الله يا جماعة!
لعل المسئولين بإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، على علم ومتابعة لأوضاع المساجد في مختلف مناطق البلاد، ولاشك في أنهم يدركون أهمية متابعة الملاحظات التي ترد من المواطنين والمقيمين بخصوص توافر كافة المرافق والتجهيزات لبيوت الله، ولهذا، فإنه من الأهمية بمكان محاسبة القيمين على المساجد من أولئك الذين يهملون العناية بها.
في بلادنا، اعتادت فئات مختلفة على المشاركة في حملات تنظيف ورعاية المساجد، وهي من الصور الرائعة في غرس قيم تعمير بيوت الله لأنها من تقوى القلوب وينال فاعلها عظيم الثواب، وللأمانة أيضاً، يبذل الكثير من القيمين على المساجد قصارى جهدهم للحفاظ على نظافة وتجهيزات ومرافق المسجد في أحسن حالة، لكن هناك فئة منهم بلغ الإهمال لديهم درجة لا يمكن أن تحتمل، ما يدعو لضرورة قيام المعنيين بإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية للتأكد من أوضاع بعض المساجد المهملة من خلال حملات تفتيش دورية.
مما يؤسف له أن بعض دور العبادة تتعرض لإهمال سيئ، فدورات المياه مهملة إلى درجة كبيرة، كما أن نظافة ردهات وقاعة الصلاة ليست بالمستوى الذي يليق ببيوت الله، وهنا نتساءل: «هل هناك مساجد بلا قيم؟ وفي هذه الحالة من المسئول عن متابعتها وتوفير احتياجاتها؟»... إن نظافة المسجد ليست محلاً للنقاش أبداً، بل إن النقاش في قضية كهذه لا تليق، لكن مع شديد الأسف يبدو أن بعض القيمين اعتادوا على الإهمال إلى أن وصل الحال في بعض المساجد لانتشار الروائح الكريهة في قاعات الصلاة، وانتشار الحشرات، وسوء الحالة الصحية لدورات المياه. في أحد المساجد، بقي أحد الشباب إلى قرابة الساعة العاشرة ليلاً وهو يكنس ويلمع ويغسل بلاط دورة المياه، ثم يعود مرة أخرى إلى المسجد ليشعل البخور وينظف المكيفات، فما الذي جعله يبذل كل هذا الجهد والعمل المتقن غير إدراكه للمسئولية الدينية الملقاة على عاتقه؟ وفي مسجد آخر، تقصد دورة المياه لتجد الحنفيات في حالة يرثى لها بسبب تسرب الماء، وتدخل إلى المسجد لتتضايق من الرائحة السيئة، وتقوم من السجود لتجد كفيك وقد علق بها بعض التراب أو الحشرات... فأين القيم على هذا المسجد؟ وهل وظيفته هي رفع الأذان وحسب؟
في دولة الإمارات العربية، نجحت ندوة نظمتها وزارة الداخلية الإماراتية حول أهمية نظافة ورعاية المساجد، وذلك في إطار حملة «مساجدنا من مظاهر حضارتنا»، وكان الهدف منها هو إبراز حرمة المساجد وإشعار المصلين بالمسئولية تجاه بيوت الله وأهمية المساجد وعظمتها ومدى اهتمام الأنبياء والمرسلين بعمارتها وموقف المؤمنين تجاهها. تلك الحملة غطت خمسة آلاف مسجد في الإمارات ونجحت بالفعل في تعويد الناس على الاهتمام بالمساجد بل وتقديم الملاحظات والشكاوى حول المساجد المهملة، ولعلنا نحتاج ونحن نعيش شهر الله المعظم إلى حملات مشابهة من الجهات المعنية، أو استمرار الحملات الأهلية التي يقوم بها المتطوعون من الشباب، لكن لابد من تنظيم حملات تفتيش من جانب إدارتي الأوقاف للتأكد من أوضاع بيوت الله... فهي أقدس الأماكن عندنا
سعيد محمد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2900 - الأحد 15 أغسطس 2010م الموافق 05 رمضان 1431هـ