«الرفق بالحيوان»: القبض على 700 كلب ضال وإخصاؤها
كلاب اصطادتها الجمعية البحرينية للرفق بالحيوان وأجرت عملية إخصائها وتطعيمهاتصغير الخطتكبير الخط
عسكر - صادق الحلواجي
أفصح رئيس المجلس التنفيذي لجمعية البحرين للرفق بالحيوان (BSPCA)، فرج محمود، عن أن «الجمعية أنهت إخصاء وتطعيم 700 كلب ضال وشرس قبضت عليها وأطلقتها مجدداً في مناطق مناسبة يتوافر فيها الطعام والماء، وذلك ضمن برنامج بدأته منذ 6 أشهر يهدف إلى تقليص عدد انتشار هذه الكلاب بطريقة غير مؤذية وعوضاً عن إطلاق النار عليها وقتلها».
وأبدى محمود لـ «الوسط» استنكار الجمعية لـ «بعض التصريحات الإعلامية التي تستهزئ وتنال من برنامج الإخصاء والتطعيم، وذلك لعدم علمهم بالمعلومات والحقائق الفعلية عن البرنامج وما يدور حوله»، مشيراً إلى أن «الجمعية لم تتلقَّ دعماً مالياً ولوجستياً من الجانب الحكومي، وتعتمد على المساعدات والتبرعات والمتطوعين من مختلف أطياف المجتمع».
الجمعية لا تتلقى دعماً مالياً لبرنامجها وتعتمد على المساعدات والتبرعات للحد من انتشار الكلاب
فرج: «الرفق بالحيوان» تنتهي من إخصاء وتطعيم 700 كلب ضال وشرس
عسكر - صادق الحلواجي
قال رئيس المجلس التنفيذي لجمعية البحرين للرفق بالحيوان BSPCA، فرج محمود، إن «الجمعية أنهت إخصاء وتطعيم 700 كلب ضال وشرس وأطلقتها مجدداً في مناطق مناسبة يتوافر فيها الطعام والماء، وذلك ضمن برنامج يهدف إلى تقليص عدد انتشار هذه الكلاب بطريقة غير مؤذية وعوضاً عن إطلاق النار عليها وقتلها».
وأضاف محمود لـ «الوسط» إن «الجمعية تستنكر بعض التصريحات الإعلامية التي تستهزئ وتنال من برنامج الإخصاء والتطعيم، وذلك لعدم علمهم بالمعلومات والحقائق الفعلية عن البرنامج وما يدور حوله»، مشيراً إلى أن «الجمعية لم تتلق دعماً مالياً ولوجستياً من الجانب الحكومي على رغم الإشادة، وتعتمد في هذا الصعيد على المساعدات والتبرعات والمتطوعين من مختلف أطياف المجتمع».
وبيّن رئيس المجلس التنفيذي أن «الجمعية انتقلت إلى مقرها الجديد في منطقة عسكر قبل أشهر، وبقدرتها الاستيعابية الحالية تستطيع إيواء 90 كلباً و40 قطاً. وأن الهدف من مشروع الإخصاء يتمثل في التحكم في الأعداد، حيث نحتاج إلى إخصاء أكبر عدد من الكلاب الضالة لوقف تكاثرها وإرجاع الكلاب الطبيعية والمعافاة إلى بيتها ومكانها، إضافة إلى التعامل الإنساني مع الأخرى المتوحشة، والمريضة أو المجروحة التي يصعب إرجاعها. وحين يتم التعامل مع المجموعات الكبيرة يصبح من السهل التعامل مع الأعداد الفردية التي تتجنب الفخاخ في اصطيادها».
وفيما يلي اللقاء الذي أجرته «الوسط» مع رئيس المجلس التنفيذي لجمعية البحرين للرفق بالحيوان BSPCA، فرج محمود، بشأن نشاط الجمعية وبرنامج إخصاء وتطعيم الكلاب والقطط الضالة في البحرين:
في اختصار شديد، ما هي جمعية البحرين للرفق بالحيوان؟ وما فعالياتها على صعيد المجتمع؟
- جمعية البحرين للرفق بالحيوان هي جمعية خيرية لا تحصل على أي مساعدة نقدية من الحكومة، ويتم تشغيلها من قبل لجنة تنفيذية منتخبة، جميعهم من المتطوعين الذين لا يتسلمون أجراً جزاء عملهم. والعاملون بالأجر في الجمعية هم فقط الموظفون الإداريون والعاملون على رعاية الحيوانات. والعديد من البلدان تكون مسئولية الحيوانات الضالة من اختصاص المجالس المحلية أو البلدية، والأمر ليس على هذا الحال في البحرين.
وتأسست الجمعية قبل 33 عاما باعتبارها المؤسسة الوحيدة في البلاد للتعامل في شأن موضوع القسوة على الحيوانات والعناية بها، ومهما كان حجم العمل المناط بالجمعية فإنها قادرة فقط على العناية بعدد لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من الحيوانات الضالة، وهدفها في كل ذلك هو العثور على منازل محببة ومناسبة لهذه الحيوانات. وتتم تغطية مصاريف العمل والعناية من التبرعات الخاصة وتبرعات الشركات والتي تشمل المطاعم والفنادق بما تتبرع به من بقايا الطعام.
بالنسبة للطاقة الاستيعابية للجمعية، كم تستطيع الإيواء من الحيوانات الأكثر انتشاراً في البحرين؟
- أغلبية جهودنا تركز على الكلاب والقطط باعتبارها الأكثر انتشاراً في البحرين عن أصناف وأنواع أخرى كما في بقية البلدان سواء الخليجية أو الأجنبية. ونحن نستطيع إيواء 90 كلباً و40 قطاً، إضافة إلى حيوانات أخرى متنوعة في محلها الجديد بعسكر.
ذكرتم أن مصدر إيرادات الجمعية ومصروفات جهودها محدودة وبتبرعات، ما هو مصدرها بالتحديد؟
- إن المصروفات الجارية والشاملة للأجور والكهرباء والماء والسيارات والطعام والعناية الصحية وغيرها، تتم تغطيتها كاملة من تبرعات خاصة، وكذلك من أعمال جمع التبرعات ومحل بيع الأغراض المستعملة (Thrift Shop) بشارع البديع.
أين هو مقركم الحالي؟ وهل هو مناسب لتوسعة أنشطتكم؟
- في الأعوام العشرة الأخيرة كانت الجمعية توفر بعض المال لبناء محلها المتكامل الجديد في عسكر والذي بذل من أجله الكثير من الوقت والجهد من قبل مجموعات متعاقبة من مجالسها التنفيذية. وقد تم استلام بعض المواد اللازمة للبناء من قبل بعض الشركات بسعر الكلفة أو مجاناً، لكن كل ذلك كان لن يتحقق لولا تصميم وعزيمة المتطوعين والعمل الدؤوب من جانبهم للحصول على مثل هذه المساعدات.
ومع الانتهاء من عمل المبنى وجّهت الجمعية كل اهتماماتها للتعامل مع مشكلة الكلاب الضالة عن طريق برنامج وطني يشمل الصيد والإخصاء والتطعيم والإرجاع، وقد قامت بعدة اتصالات مع مختلف الجهات المركزية والمحلية في الحكومة للمساعدة عملياً ومالياً لهذا البرنامج، لكن على رغم الترحيب والتشجيع لم نتسلم أية معونات مادية من الحكومة.
متى بدأتم في برنامج إخصاء وتطعيم الكلاب تحديداً؟ وكم العدد الذي وصلتم إليه؟
- منذ بداية برنامج الإخصاء في ديسمبر/ كانون الأول تمكنا من اصطياد نحو 700 كلب ضال. وباستثناء الكلاب المريضة والشرسة فإنها كلها تم إخصاؤها وتطعيمها وإرجاعها إلى مناطق مناسبة لها من حيث توفر الطعام والماء. علماً بأن فريقا من الجمعية قام بإجراء مسح ميداني لحصر الكلاب الضالة في مختلف مناطق البحرين في الفترة من 1 حتى 8 أغسطس/ آب من العام الماضي (2012).
والبرنامج يتمثل في القبض على الكلاب والقطط الضالة في المناطق التي تتجول فيها، فإذا كانت الكلاب في صحة جيدة وليست عدوانية، فإنها ستقوم بخصيها أو إزالة مبايضها مع معاملتها بيطرياً حيال الأمراض الحيوانية المنشأ من خلال العلاج والتطعيم، ثم توضع عليها علامة بإحدى الوسائل لإظهار أنها تلقت اللازم وليست بالحاجة إلى القبض عليها مجدداً. على أن يُعاد إطلاقها مجدداً مرة أخرى في المناطق التي رصدت فيها، بمقابل التعامل مع الكلاب العدوانية بأسلوب إنساني آخر.
هل البحرين بحاجة فعلاً لمثل هذا البرنامج الذي قد يتطلب موازنات مالية كبيرة؟
- البحرين لديها أعداد متزايدة من القطط والكلاب الضالة المنتشرة في مختلف المناطق، ويقدر عددها حالياً بنحو 10 آلاف كلب و22 ألف قط، وعلى رغم خطورة الكلاب الضالة تحديداً وغيرها من الحيوانات التي تتسبب في انتقال الأمراض والحوادث المرورية في الأغلب، فإن قتلها لا يعد حلاً مثاليا لكونه غير إنساني وغير رحيم، باعتبار أن بعضها يبقى جريحاً ويعاني من ذلك طوال فترة حياته، معتبرة قيام البلديات أو الشرطة بممارسة الطلق الناري على الحيوانات والكلاب الضالة تحديداً مجرد مضيعة للوقت والجهد والأموال.
ورؤية مناظر الكلاب أصبحت مألوفة في البحرين وكثرت الشكاوى عليها، وجرى أيضاً ذكرها في الصحافة المحلية خلال الأعوام الأخيرة بشأن تزايد أعدادها بمختلف المناطق، ومع الأسف إلى الآن لا يوجد لدى المجالس البلدية مسئول متخصص للتعامل مع الحيوانات الضالة، ولهذا كان يتم إطلاق النار عليها كحل استئصالي، ولم يكن هذا فقط حلاً غير إنساني ولكنه أيضا أثبت عدم جدواه في التحكم بأعدادها على المدى الطويل.
ألم يكن لديكم توجه لإبقاء هذه الكلاب والقطط لديكم ضمن دور الإيواء والعناية والتصرف بها لاحقاً مع متبنين ومتطوعين للعناية بها؟
- للأسف لا يمكننا أن نبقي هذه الحيوانات في المأوى لمدد طويلة لأنه مازال لدينا الكثير من الكلاب والحيوانات التي هي بحاجة لتوفير منازل محببة لها، وهذا أحد أهداف الجمعية.
الكثير من الجمهور انتقد برنامجكم بإخصاء الكلاب الذي يهدف إلى التقليل من أعدادها، وآخرون استهزأوا من البرنامج بأكمله، كيف تردون؟
- عملية الإخصاء والتطعيم تجعل هذه الحيوانات في شكل أفضل عموماً عما قبل، وأقل شراسة، وبالتالي فإن ذلك يقلل احتمال حدوث تشابك فيما بينها. وبهذه الطريقة أيضا فإن عملية إنتاج أجيال جديدة من الحيوانات ستتوقف، ما يعني أن الإناث من الكلاب يصبحن أقل تعباً وكميات الطعام المتوفرة في مناطقها موزعة على عدد أقل من الحيوانات، وبهذا يحصل كل حيوان في مجموعته على حصة أكبر.
كيف يتم تنفيذ البرنامج؟ ومتى وأين تستأنف الجمعية برنامج اصطياد الكلاب والقطط الضالة؟
- الترتيب للصيد يحدث خلال الليل في الأغلب، وتنقل الأقفاص باكراً في اليوم التالي لحماية الحيوانات من حرارة الشمس. وحين وصولها إلى مركز العناية بالحيوانات يتم فحصها من قبل طبيب بيطري يقوم أيضا بإجراء عملية الإخصاء والتطعيم. ويتم بعد ذلك وضع الكلاب تحت المراقبة لعدة أيام قبل إرجاعها إلى مناطق مناسبة.
مرة أخرى، هذا البرنامج قد يتبنى من جانب دوراً كبيراً من المفترض أن تتبناه وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني ممثلة في شئون الزراعة والخدمات البيطرية، وقد أشرت إلى أن هذا البرنامج حصل على إشادة من دون دعم مالي حكومي، إذاً كيف يتم تمويل هذا البرنامج بالتحديد؟
- كما أسلفت في الذكر، ان الجمعية لا تتلقى أبدا أموالا من الحكومة للمساعدة في دفع مصروفات أي من عملياتها. والجمعية تفعل ما بوسعها توافقاً مع مواردها المحدودة، وليس في استطاعتها رعاية كل حيوان مهما كانت رغبتها في تحقيق ذلك لكون هذا أمراً مكلفاً جداً يفوق بكثير المبالغ التي تستطيع الجمعية الحصول عليها من تبرعات جميع أطياف المجتمع.
إن كل ما ذكر أعلاه هو عمل شاق ويتطلب وقتا وجهدا. ونحن نعمل ما في وسعنا وطاقتنا في ظروف صعبة. لذا فإنه من المؤلم حقاً لكل العاملين في هذا المجال أن يقوم البعض ممن ليست لديهم خبرة أو دراية بالحقائق والمعلومات باتهامات عشوائية وغير صحيحة لجماعة من المخلصين والمتطوعين بوقتهم وجهدهم للمساعدة في تقليل المعاناة لتلك الحيوانات البريئة، وكل ذلك من دون أي أجر أو مردود مادي.
كما كان لدى الجمعية تطلع إلى تعاون وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني ممثلة في إدارة الثروة الحيوانية تحديداً، وكذلك المجالس البلدية التي تفتقد بالدرجة الأولى إلى أخصائي للتعامل مع الحيوانات الضالة من كلاب وقطط وغيرها، غير أننا لم نصل إلى نتيجة إيجابية عدا الإشادة للأسف.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3941 - السبت 22 يونيو 2013م الموافق 13 شعبان 1434هـ