عملاق البرمجيات الأشهر في العراق في حوار مع النبأ
(انس): لست قرصانا للبرامج وهدفي فائدة المجتمع
حوار: هشام البيضاني/ خاص بـ شبكة النبأ
شبكة النبأ: ما من مستخدم للحاسبة الالكترونية في العراق لا يستخدم أقراص (انس) الموسوعة التي أصبحت هدفا لكل من يريد أن يجمع عدة برامج في قرص واحد مستغلا خدمة شبه مجانية من (جندي مجهول) سخر موهبته من اجل فائدة الغير(حسب قوله) في أول لقاء له مع صحيفة عراقية.
إذ كان (انس مالك مزهر) خريج كلية التربية –ابن الهيثم- قسم الفيزياء من مواليد 1973 يفضل العمل بصمت خوفا على نفسه وعائلته، بل تعدى الأمر الى هجرته الى سوريا لمدة سنتين قبل أن يعود الى وطنه بعد التحسن الكبير في الأمن والاستقرار الواضح في العراق.
الصدفة وحدها جمعتني بالقرصان الأشهر في العراق الذي يرفض هذه التسمية جملة وتفصيلا وبعد أن شرط عدم التصوير لأسباب خاصة صرح ما بجعبته (شبكة النبأ) قائلا: " لم أكن بعيدا عن هذا المجال فقد عملت كموزع للبرامج المستوردة من سوريا للمكاتب المنتشرة في شارع الصناعة لمدة سنة فلاحظت أن بعض البرامج لا تستحق أساسا الدخول في مجموعة للتسويق في قرص او ما نطلق عليه تسمية (كولكشن).
فأما أن تكون غير صالحة أو ذات موسيقى صاخبة أو تحوي على فيروسات فاستهوتني الفكرة بإصدار (انس1) المجموعة التي كانت تضم 10 برامج فقط. فلاحظت ان هناك نجاحا لا باس مما شجعني على دخول هذا المعترك.
س: وما الذي دفعك للهجرة الى سوريا؟
"بعد تفجير المرقدين المقدسين في سامراء لاقيت صعوبة كبيرة في العمل في العراق، فضلا سهولة شحن المواد بسهولة من سوريا الى باقي الدول في المنطقة دون مواجهة مشاكل فضلا عن ذلك، فانا قادر على استخدام بطاقة اعتمادي الخاصة كي يقوم بالاشتراك مع المواقع التي تسمح بتحميل برامج لم يتم كسرها او اختراقها بعد".
ويضيف: "للتذكير ان معظم المواقع الالكترونية لن تقبل بطاقة اعتماد صادرة من مصرف عراقي أما اليوم فلله الحمد فالظرف الأمني تحسن تحسنا كبيرا مما لا يدع سببا للبقاء خارج الوطن مما انعكس إيجابا على العمل بصورة عامة على جميع مفاصل الحياة".
س: وما هي اهداف (انس) من هذا العمل؟ وهل القرصنة عمل مشروع ؟
"بداية (لست قرصانا) او(هكر) فانا اجمع البرامج التي يحتاجها المستخدم مضيفا انه بمجرد أن يجد برنامجا مكسورا من المجموعة التي يريدها، فانه يقوم بتنصيبها على جهاز حاسوبه لضمان خلوها من الفيروسات.
ومن ثم يقوم انس بإضافتها الى مجموعة برامجه واضعها بين يدي المستخدم بسعر شبه مجاني اذ ليس بإمكانه مجاراة الأسعار التي تفرضها الشركات المنتجة للبراجيات، إذ لا يستطيع شراء النسخ الأصلية للبرامج بسبب ارتفاع أسعارها الهائل) ان العراقيين يكسبون شهريا كمعدل عام ما يقرب من 300 دولار، وهو المبلغ الذي يمثل اقل من نصف قيمة البرامج على نسخة قرص انس 8 لو أريد شرائها من بائع مخول. وعلى سبيل المثال، فان برنامج (فوتو شوب الأصلي) الذي يستخدمه المصورون في العراق يكلف 900 دولار والوندوز الأصلي يكلف لوحده ما قيمته 300 دولار على سبيل المثال!!.وكذلك مع الاوفيس الأصلي (ويقصد مجموعة البرامج المكتبية الأساسية) فان سعرها يجعلها بعيدة عن متناول المستخدمين وللعلم فان الشركات هي التر تبعد عنها الراغبين بالحصول على البرامج بصورة مشروعة لأن أسعار برامجها مرتفعة الثمن في الشرق الأوسط. وخلافا لذلك، فإن الهند تبيع كتبها الأكاديمية بتخفيضات تصل إلى 80% في الشرق الأوسط، لتتجنب انتهاك حقوق النسخ. وعن مشروعية عمله اجاب انس:السؤال لا يحتاج إلا إجابة ولكن هل باليد حيلة؟ وعن أهدافي فبالإضافة الى الربح المادي والشهرة والتحدي فانا اعمل على وضع التكنولوجيا بيد أبناء جلدتي التي حرموا منها سابقا".
س: لديك سوق رائج في العراق فكيف هو الحال مع البلدان العربية؟
"لقد انتشر (انس
انتشارا واسعا في سوريا ولبنان والأردن وليبيا واليمن ويوزع في السر في السعودية ومصر والسعودية والإمارات بسبب الرقابة ومن المشاكل التى واجهتها هي قيام شركة سورية باستنساخ 10000قرص وتوزيعها بدون علمي واعتقد انه دليل واضح على شعبية القرص في الشام".
س: وهل تعرضت لمضايقات من الشركات المصنعة للبرمجيات ؟
(لا تخاف على الشركات) هكذا أجاب انس وزاد: "ان هذه الشركات لا تعتمد اساسا على الدول العربية اجمالا لعدم وجود حقوق للملكية الفكرية إلا في الامارات بنسبة لا باس بها وبالتالي فهي لا تعول كثيرا على هذه البلدان لا من قريب ولا من بعيد".
وأضاف: "انس لا تتصور عملي بهذه البساطة، فقد يتطلب الأمر أشهرا طويلة من العمل المتواصل لاجل تجميع (الكولكشكن) الذي يسمح لمشتريه ببساطة بوضع قرص الـ DVD ومن ثم يختار المستخدم البرنامج الذي يريده بهدف تنصيبه ومن ثم استخدامه".
كما نوه انس الى كونه لا يقوم شخصيا بكسر البرامج وقرصنتها بنفسه، بل عوضا عن ذلك، يقوم بالبحث عن برامج مكسورة أصلا حتى وان كان الآخرين يعتبرون هذا العمل نوعا من القرصنة وهذا هو السبب الرئيس بإطلاق هذه التسمية عليه.
شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 20/آيار/2009 - 23/جمادى الآولى/1430