لجنة المسابقات باتحاد الكرة وبرنامجها الزمني!
أولاً وقبل كل شيء، نحن لا نشك قيد أنملة في أن الإخوة في عضوية كل اللجان العاملة وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة يعملون بأقصى درجة للوصول إلى نقطة التطوير، ولكن هل هذا العمل خالٍ من الأخطاء والإخفاقات التي تستوجب الانتباه والانتقاد الهادف من دون تجريح الأشخاص والتركيز دائماً على العمل المهني الذي يقوم به هؤلاء، وأنهم بشر مجتهدون في عملهم، ولكن أيضاً معرضون إلى الخطأ في أية لحظة لأنهم غير معصومين من الزلل والخطأ.
ثانياً، إذا أقررنا بالكلام السابق فعلينا قبول الرأي الآخر من أجل إصلاح الخلل الموجود من أجل المصلحة العامة من دون المساس بشخصية أي فرد من الطرفين. وعلى ذلك نقول ان اتحاد الكرة منذ أن تأسس إلى ما قبل 10 سنوات مضت لم نر فيه من الصعوبة في وضع البرنامج الزمني للدوري العام للدرجتين الأولى والثانية (الممتازة والأولى) وقد يكون في السابق عند السبعينات والثمانينات الصعوبة أكبر لكون هناك 3 درجات (الممتاز لها ملعبا الاتحاد بالمحرق والمدينة بمدينة عيسى) بينما تلعب مباريات الدرجتين الأولى والثانية على ملاعب الأندية المفتوحة والكل يعلم ما لها من أمور سلبية على الجميع.
ولكن على رغم هذه الإمكانات المعدومة في تلك الفترة لم نر تعطل الدوري يوماً من الأيام ولم يتوقف ولم يعجز من كان في الاتحاد في تلك الفترة عن وضع جداول المباريات، والأمور حينها كانت تسير على أفضل ما يمكن بحضور جماهيري منقطع النظير في معظم المباريات حتى مباريات التي تقام على الملاعب المكشوفة في معظمها فيها التعقل الجماهيري أكبر.
قد يخرج علينا أحدهم ويقول إن تلك الفترة لم تشهد مشاركات للمنتخب كالتي موجودة الآن ولا لأنديتنا في الكثير من المشاركات الخليجية والعربية والآسيوية، وبالتالي من السهولة جداً تنظيم العمل. نحن نرد ونقول نعم لم تكن في تلك الفترة مثل هذه المشاركات، ولكن أليس كل المشاركات الحالية مبرمجة في روزنامة من قبل الاتحادات الآسيوية والعربية والخليجية قبل سنوات، وبالتالي ليس العذر أن يقول القائل إن هذه المشاركات هي التي تشكل العائق في وضع البرنامج الزمني، وإلا لماذا الدول الشقيقة لم تجد مثل هذه الصعوبة وهي لديها مشاركات أكبر مما لدينا؟! قد يخرج علينا آخر ويقول الملاعب قد تكون حجر عثرة في وضع البرنامج الزمني، فنقول ليس للملاعب تلك العلاقة الكبيرة في وضع البرنامج الزمني مع معرفة كل التواريخ لانطلاقة البطولات الخارجية. وإذا كان كذلك فلماذا إدارات اتحاد الكرة السابقة في لجنة المسابقات لم تجد أية صعوبة في وضع البرنامج ولديها ملعب واحد ورملي وأخص بالذكر في العام 1975/1976 عندما خضع استاد مدينة عيسى لزراعته بالعشب الطبيعي وصار الدوري يلعب على استاد الاتحاد بالمحرق والذي فيه كانت المنافسة القوية حتى آخر لحظة من لحظات الدوري. أيضاً في الثمانيات وبداية التسعينات كنا نسير مباريات الدوري على ملعب واحد هو استاد البحرين الوطني وكلنا يعلم بالمنافسة القوية والحضور الجماهيري الكبير ولم تكن هناك أية إيقافات للدوري وكانت لدينا بعض المشاركات الخارجية.
إذا اين الخلل يكمن؟ في مدى 10 سنوات ماضية تقريباً ونحن نتجرع الآهات وسط غموض كبير لوضع البرنامج الزمني في الوقت الذي يعلن فيه الاتحاد السعودي للكرة عن برنامجه لهذا الموسم الحالي من قبل أن ينتهي الموسم الماضي فنحن مازلنا قلقين ومتوجسين من بدء الدوري، وان وضعت لجنة المسابقات التاريخ الفعلي لبدء الدوري للتردد الذي كان عليه اللجنة قبل وضع هذا التاريخ. ثم لماذا هذا التأخير في انطلاقة الدوري حتى منتصف أكتوبر/ تشرين الأول والأندية بدأت إعدادها من أغسطس/ آب الجاري؟! نحن من قبل اقترحنا على لجنة المسابقات بانطلاقة الدوري وإيقافه بحسب ما تراه من مصلحة للأندية المشاركة في بطولات خارجية أو المنتخب الوطني وعليها أن تسد أيام الفراغ في الإيقافات ببطولة كأس الاتحاد التنشيطية، وفصلنا في أهمية هذه البطولة من قبل ونجدد اليوم تقديم هذا المقترح لعله يكون المخرج لبعض الإشكالات العالقة نأمل من إخوتنا في لجنة المسابقات الاستفادة من دروس (بطولة ناصر 4) والبعض يعمل فيها ويرى بعينه ولكن لا إنتاج في صلب عمله بالاتحاد وهو الأصل والأساس. لا نعتقد أن هناك صعوبة في وضع البرنامج الزمني الذي يخدم الأندية ويجعلها تعمل بأفضل حال في رؤية واضحة وشفافة وتعطيها الفرصة في التعاقد مع مدربيها من دون لبس ولا إشكالية. نحن نأمل استشارة المختصين في هذا الجانب وأن يكون تاريخ انطلاقة الدوري مبنياً على أساس علمي مدروس يفيد الجميع لا أن يكون التاريخ عبثياً وضعه من دون مردود إيجابي على الجميع. دعوانا بالتوفيق والنجاح لإخوتنا في اتحاد الكرة في تسيير برامجه ومسابقاته المختلفة.
هادي الموسوي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2908 - الإثنين 23 أغسطس 2010م الموافق 13 رمضان 1431هـ