مخاطر «الانفجار الطائفي»
منصور الجمري
منصور الجمري ... رئيس التحرير
editor [at] alwasatnews.com
اضطراب المنطقة بدأ يأخذ بُعده الدولي المباشر مع اتخاذ الرئيس الأميركي باراك أوباما قراراً أوليّاً بإجراء عسكري ضد سورية، ولعل الدافع الأكبر لذلك هو المحافظة على مصداقية أميركا بعد أن كان قد وضع خطاً أحمر (وهو استخدام الأسلحة الكيماوية). أوباما قال إن قراره يستهدف الدفاع عن «المعايير الدولية»، وهو المصطلح الذي استخدمه لتبرير اتخاذ القرار بضربة عسكرية بعيداً عمّا قد يتوصل إليه مجلس الأمن الدولي بعد تسلمه تقرير المفتشين الذين زاروا المواقع التي أصيبت بالسلاح الكيماوي في سورية.
على أن المنطقة تقف حاليّاً على بركان من الأحقاد الطائفية، وهناك قوى تُسخِّر كل إمكاناتها للتموضع من أجل الاستفادة من الضربة الأميركية عندما تحدث. إن منطقة الشرق الأوسط مؤهَّلة حاليّاً للدخول في طور جديد من الأحداث التي قد لا يمكن التنبؤ بها، سوى أن نهايتها ربما تكون مماثلة لما حدث في مطلع القرن العشرين عندما تشكلت حدود جديدة للدول بحسب المعادلة السياسية التي أشرفت عليها آنذاك بريطانيا وفرنسا.
الكابوس الذي ينتظر المنطقة سيتمثل في «الانفجار الطائفي»، إذ إن كثيراً مما يجري في سورية إنما هو «حرب بالوكالة»، والأراضي السورية توفر حاليّاً الفتيل لإشعال المنطقة في حرب طائفية تستقوي بما يجري حاليّاً في بلدان عديدة في المنطقة. وكما أن لكل حرب أبطالاً يشعلونها، فإن الجماعات التي تعتبر القتل والأرهاب جزءاً من الدين تتصدر المشهد حاليّاً على طول خطوط التماس الطائفية.
الحكومات التي تصدّت للتطلعات الديمقراطية وفضّلت اللجوء إلى البطش ربما تجد نفسها منخرطة في كابوس لا تتحكم في نتيجته. فالنتيجة المحتملة بعد انفجار الصراعات في كل مكان لن تكون بأقل من إعادة تشكيل حدود الدول والمناطق، تماماً كما حدث في مطلع القرن العشرين. إن المخاطر الماثلة أمام الأعين ربما تكون حافزاً لمن يسعى لاحتواء الأوضاع التي تزداد تعقيداً كلّما طال أمد الأزمات الصغيرة والكبيرة هنا وهناك.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4013 - الإثنين 02 سبتمبر 2013م الموافق 26 شوال 1434هـ