حركة طالبان... هل باتت يدها العليا؟
حوار لا يشترط وقف العنف!
شبكة النبأ: تصاعد العنف في أفغانستان أصبح اليوم من أهم المشاكل واكبر التحديات بالنسبة للحكومة الأفغانية وحلفائها، خصوصا وان البلاد تستعد لرحيل الجزء الأكبر من قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان عام 2014، وبحسب بعض المراقبين فان تصاعد أعمال العنف وزيادة العمليات العسكرية التي تقوم بها حركة طالبان ضد القوات الأفغانية و باقي الحلفاء هي مؤشر واضح على ان الحركة تسعى الى تعزيز نفوذها وبسط سيطرتها من جديد هذا بالإضافة إلى أنها تريد تحقيق مكاسب إضافية وتنازلات حكومية ودولية وهو ما تحقق بالفعل في الفترة الأخيرة، حيث اعلنت باكستان الافراج عن سبعة افغان من مسؤولي حركة طالبان في اجراء يهدف الى مساعدة عملية السلام في افغانستان المجاورة.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية من اجل تسهيل عملية المصالحة الافغانية، تفرج باكستان عن سبعة معتقلين من طالبان هم منصور داد الله وسعيد والي وعبد المنان وكريم آغا وشير افضل وغل محمد ومحمدزاي. واضافت الوزارة ان باكستان افرجت عن 26 من ناشطي طالبان في 2012. وكان كرزاي المستاء من فتح مكتب تمثيلي لحركة طالبان في الدوحة في حزيران/يونيو، طلب من باكستان القريبة من طالبان، مساعدته على بدء حوار مباشر مع المتمردين لانهاء حرب مستمرة منذ 12 سنة في بلده. الا ان المحللين يشككون في وجود نفوذ لباكستان لارغام طالبان على الذهاب الى طاولة المفاوضات وقد رفض المتمردون علنا اي اتصال مع حكومة كرزاي متمهين اياه بالانصياع للارادة الاميركية.
وقال كرزاي ان افغانستان تتوقع من باكستان ان تقدم فرص او منصة للمحادثات بين المجلس الافغاني الاعلى للسلام المفاوضون الرسميون عن كابول وطالبان. وفي الماضي، اعتبر القادة الافغان ان الملاذات الامنة لمقاتلي طالبان في باكستان تمثل السبب الرئيسي لازدياد العنف في بلاده. وطالب المفاوضون عن الحكومة الافغانية المرافقون لكرزاي، في وقت سابق باطلاق سراح كبير معتقلي طالبان في باكستان، الزعيم السابق عبد الغني برادار.
ويعتقد المسؤولون الافغان ان المعتقلين السابقين قد يتحدثون مع حكومة كابول، مع ان المراقبين لا يعتقدون بوجود احتمالات كبيرة بحصول ذلك. ومن بين اخر المعتقلين الافغان المفرج عنهم، داد الله كان من بين كبار قادة المقاتلين واعتقلته قوات الامن الباكستانية في شباط/فبراير 2008 في جنوب غرب ولاية بلوشستان مع خمسة متمردين اخرين على الاقل. وكان داد الله يتولى قيادة العمليات في مواجهة قوات الحلف الاطلسي في ولاية هلمند جنوب افغانستان.
وخلف داد الله شقيقه الاكبر القائد العسكري لقوات طالبان ملا داد الله الذي قتل في عملية مشتركة للقوات الافغانية والاطلسية في جنوب افغانستان في ايار/مايو 2007. واعلنت طالبان في اواخر كانون الاول/ديسمبر الماضي انها ازاحت منصور داد الله عن مهامه بسبب عصيانه للاوامر. الا ان متحدثا باسم داد الله نفى ان يكون قد تمت ازاحته، ما اثار تكهنات بشأن وجود خلافات داخلية في صفوف المتمردين. بحسب فرانس برس.
وكان داد الله من بين خمسة من مقاتلي طالبان تم اطلاق سراحهم في العام 2007 مقابل الافراج عن الصحافي الايطالي المختطف دانييل ماستروجياكومو. ويواجه مسؤولون باكستانيون باستمرار اتهامات بتمويل وادارة وتقديم المأوى لمتمردي طالبان. وتعلن اسلام اباد انها ستقوم بأي شيء لوقف القتال في افغانستان. وقال وزير الخارجية الافغاني ان المخاوف من تعاظم تمرد طالبان بعد انسحاب القوات الغربية من افغانستان العام المقبل مبالغ فيها.ومن المقرر انسحاب حوالى 87 الف جندي من قوات الحلف الاطلسي من افغانستان بحلول نهاية العام 2014، ما يحمل قوات الجيش والشرطة الافغانيين مسؤولية حفظ امن البلاد.
الى جانب ذلك نفى متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية تقارير صحافية ذكرت ان الحكومة بصدد اجراء محادثات سلام مع حركة التمرد. ونشرت وسائل الاعلام الباكستانية الخاصة وغالبية الصحف اليومية الناطقة بالاردو والانكليزية تقارير عن بدء محادثات سلام مع طالبان، واكد بعضها حصول اتصالات اولية مع المتمردين. واكد كبير المتحدثين باسم طالبان الباكستانية شهيد الله شهيد عدم حصول اي اتصالات بين التنظيم واي مسؤول حكومي.
وقال شهيد من موقع لم يكشف عنه انفي جملة وتفصيلا انعقاد محادثات سلام على اي مستوى بين طالبان والحكومة الباكستانية. واضاف لم تجر اي اتصالات بيننا كما لم نتلق اي عرض لمحادثات سلام. ونقلت صحيفة دون الباكستانية المرموقة الناطقة بالانكليزية عن وزير الاعلام برويز رشيد قوله ان الحكومة تجري محادثات سرية مع حركة طالبان الباكستانية. وقال رشيد للصحيفة ان محادثات غير رسمية تجريها الحكومة وطالبان. واضاف ان الهدف الرئيسي للحكومة هو اعادة السلام وستبذل كل ما يمكن لتحقيق ذلك.
ونقلت الصحيفة عن رشيد قوله ايضا علينا ان ننقذ البلاد من تهديد الارهاب وسنستخدم كل الخيارات لذلك. واكدت بي.بي.سي الناطقة بالاردو بدء محادثات السلام نقلا عن مسؤول حكومي بارز لم تسمه وقيادي في طالبان. وقال شهيد انها دعاية مطلقة، على الحكومة ان تعلن ذلك اذا كان لديها اي اثبات على مثل تلك المحادثات. وازاحت طالبان في وقت سابق قياديا كبيرا لترحيبه بدعوة شريف للحوار. وكان عصمت الله معاوية مسؤول طالبان الباكستانية في ولاية البنجاب اعتبر ان رئيس الوزراء اظهر نضجا.
عمليات عسكرية
في السياق ذاته شنت مجموعة من الانتحاريين والمقاتلين من حركة طالبان هجوما على قاعدة اميركية في شرق افغانستان قرب الحدود الباكستانية تخللته اشتباكات استمرت ثلاث ساعات، على ما افاد مسؤولون. واكد متحدث باسم قوة المساعدة الدولية على احلال الامن في افغانستان ايساف عدم سقوط قتلى بين افراد القوة التابعة للحلف الاطلسي في الهجوم الذي وقع على القاعدة في ولاية نانغرهار.
وقال المتحدث وقعت سلسلة انفجارات قرب قاعدة عمليات متقدمة في ولاية نانغرهار مضيفا نقوم حاليا بتقييم الوضع. وتقوم قوات الحلف الاطلسي حاليا بالانسحاب تدريجيا من افغانستان على ان تنهي مهمتها رسميا اواخر 2014. وقال احمد ضياء عبدالزاي المتحدث باسم سلطات ولاية نانغرهار ان المتمردين هاجموا اولا شاحنات تموين تابعة للحلف الاطلسي. واضاف "بعد ذلك بدأ ثلاثة انتحاريين باطلاق النار واشتبكوا مع القوات الافغانية والاميركية وقتلوا بعد ثلاث ساعات من الاشتباكات. واكد ان المواجهة انتهت الان والوضع تحت السيطرة. وتبنى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الهجوم في بيان ارسل لوسائل الاعلام.
من جانب اخر قتل مسلحو طالبان 16 شخصا على الاقل في انحاء افغانستان من بينهم اربعة رجال شرطة وثلاثة مدنيين قتلوا عندما حاول متمردو طالبان اقتحام قاعدة عسكرية مشتركة لقوات للحلف الاطلسي والجيش الافغاني. وفجر انتحاري سيارة مفخخة عند مدخل القاعدة في ولاية غزني شرق البلاد التي تعتبر احدى معاقل التمرد الاسلامي المستمر منذ 12 عاما ضد القوات الاجنبية بقيادة الحلف الاطلسي والحكومة الافغانية.
وبعد ذلك حاول ثمانية الى عشرة رجال دخول القاعدة من اتجاهين وسط اطلاق نار استمر قرابة ساعة، بحسب ما صرح محمد علي احمدي نائب حاكم ولاية غزني. واضاف ان احد المهاجمين على الاقل قتل داخل القاعدة وان العديد من الجنود البولنديين اصيبوا خلال الاشتباك. واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية فضل عدم الكشف عن هويته ان جنديا اميركيا قتل في الهجوم ولكنه لم يعط تفاصيل اضافية.
وكانت وزارة الدفاع البولندية اعلنت عن مقتل الجندي الاميركي واصابة عشرة جنود بولنديين من قوة ايساف جروح احدهم خطرة مؤكدة ان جميع المتمردين قد قتلوا. واضاف المصدر ان جنديين جريحين بحالة الخطر وان السبعة الاخرون اصيبوا بجروح طفيفة. وتضم القاعدة في غزني فريق اعادة اعمار الولاية الذي يساعد في مشاريع التنمية في افغانستان. وينتشر نحو 1200 جندي بولندي في افغانستان.
وقال مدير المستشفى المحلي باز محمد هيمات ان "سبعة اشخاص من بينهم اربعة رجال شرطة قتلوا واصيب 34 شخصا من بينهم خمسة من رجال الشرطة والباقي من المدنيين بينهم نساء واطفال. واعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجوم في غزني، وقال ان المهاجمين تمكنوا من دخول القاعدة. بحسب فرانس برس.
من ناحية اخرى فجر انتحاري سيارة مفخخة عبر صدمها بقافلة تابعة للحلف الاطلسي في ولاية هلمند ما ادى الى مقتل اربعة مدنيين، واصابة 15 من المارة. ولم يتاكد وقوع اصابات بين الجنود، ورفضت ايساف كشف اي تفاصيل. وفي مكان اخر في افغانستان قتل اربعة سائقين واضرمت النار في 40 شاحنة تحمل امدادات وقود لحلف الاطلسي عندما اطلق صاروخ على موقف للصهاريج في ولاية فرح غرب البلاد. وارتفع عدد الضحايا المدنيين في النزاع الافغاني بنسبة 23% خلال النصف الاول من 2013 مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية وفق تقرير اصدرته بعثة الامم المتحدة في افغانستان.
من جهة اخرى أكد مسؤولون ان حركة طالبان الافغانية أعدمت 12 من العاملين الافغان في اقليمين، بعد ان اتهمتهم بالعمل لدى الحكومة، في أحدث سلسلة من الهجمات الوحشية على المدنيين هذا العام. وتستهدف طالبان بشكل متزايدة المدنيين، الذين ينظر اليهم على انهم يتعاونون مع الحكومة، فيما يزيد القلق بشأن احتمالات تحقيق السلام بعد انسحاب معظم القوات الاجنبية في العام القادم.
وفي هرات، وهو من أكثر اقاليم أفغانستان استقرارا قال فضل الله وحيدي حاكم الاقليم ان "حركة طالبان خطفت وقتلت اربعة مهندسين واثنين من العمال". ويعمل الرجال وهم اربعة مهندسين واثنين من المدربين وجميعهم افغان في برنامج يموله البنك الدولي. وتنفذه حكومة كرزاي يهدف الى تحسين ادارة المشروعات. وقال وحيدي "جمعنا بعض الشيوخ للاجتماع مع طالبان وإبلاغها بأنهم يعملون من اجل الجميع في البلاد، لكن طالبان قتلتهم قبل ان يصلوا للتفاوض. وقال عبد الوالي ساهي، نائب حاكم الاقليم ان اعمال القتل هذه جاءت خلال ساعات من اكتشاف جثث ستة أفغان في اقليم بكتيا المضطرب في شرق البلاد. وأضاف ان الستة وجميعهم سائقون قتلتهم حركة طالبان لانهم يعملون مع الحكومة.
على صعيد متصل قتل 35 مسلّحاً من طالبان، في عمليات مشتركة نفّذتها القوات الأمنية الأفغانية، وقوات المساعدة الدولية في أفغانستان إيساف في مناطق مختلفة من البلاد. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية، في بيان إن قواتها نفّذت مع قوات إيساف عدة عمليات مشتركة بمناطق مختلفة من البلاد، وقتلت 35 مسلحاً من طالبان، وجرحت أربعة، واعتقلت ثمانية آخرين. وأضاف البيان أن هذه العمليات نُفّذت بولايات قندز، وباداخستان، وقندهار، وميدان وارداك، وخوست، وهلمند. وضبطت خلال العمليات كمية من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/أيلول/2013 - 5/ذو القعدة/1434