كذب الكبار!.....................

باختصار
كذب الكبار!

من مضحكات الزمن ان يتحدث ثلاثة من كبار وزراء الخارجية في العالم ( اميركا وفرنسا وبريطانيا) عن حقوق الانسان والحرية في سوريا، وكانت جملة كيري الثانية انه يقدم السلاح إلى المعارضة السورية، كي يتخلص السوريون من نظامهم. اما الحقيقة الماثلة التي لا ترداد فيها، ان الثلاثة وخاصة الاميركي، فرحون بما تقدم اياديهم من سلاح فتاك وغير فتاك كي يظل القتال بين السوريين سائدا وقائما ومحققا المزيد من عداد القتلى، اضافة إلى الخراب الذي بات يسود المدن والارياف السورية، فيما صار اسقاط الدولة والنظام الى الوراء.
بعض العربي يفعل فعل وزراء خارجية الدول الثلاث، لا يتورع عن ذكر الشعب السوري، فيما يرسل السلاح بكل كمياته ونوعياته إلى المعارضين الارهابيين، تحت شعار ان لا بأس لو قتل السوريون من اجل هدف اسقاط النظام .. لو سمعنا جامعة الدول العربية وخصوصا أمينها العام (نبيل العربي) لأيقنا كم يتغطى الجميع بغطاء الشعب السوري كي يقدم المزيد من الدعم للإرهاب الذي صار سيفا مسلطا على السوريين وعلى المنطقة، وعلى حسابات المستقبل لدى العالم وخاصة الغرب منه.
من المؤسف ان تجاهر دولة مثل روسيا بمواقفها سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والانسانية، وان تكون اكثر حرصا ومصداقية من بعض أولئك العرب الذي يرسلون كل ما يؤثر على الحياة السورية من مساوئ، لكي يتحفوها بها. فروسيا اليوم تعرف بدقة تفاصيل المرحلة، انها ليست الشاهد عليها، بل المشارك الامين فيها، إلى جانب الحق والعدالة الذي يمثله النظام السوري.
هي الحرب المكشوفة التي لم يعد فيها من يخبئ نفسه، بل ان الجميع يتبارون في الاعلان على ما يقدمونه للسوريين في سبيل ان يظل القتال عامرا ومتخما بالدماء والخراب. هي اللحظة المنتظرة التي تقول بأن يسقط النظام وتسقط معه سوريا بعد تدميرها، أو ان يظل النظام فلتدمر سوريا .. دمار سوريا مطلب ثابت في اجندات بعض العرب والغرب عموما .. العرب كي يتخلصوا من ثوابت وطنية وقومية وعروبية تقاتل اسرائيل، فيما يفرح الغرب بأنه من سيعيد بناء سوريا على قاعدة أكل كامل الجبنة.
هي المسخرة اذن، وانا استمع للثلاثة الكبار ومن تضامن معهم، كيف يتم اظهار الإحساس الكذاب، تماما مثلما يعلن الجيش الاسرائيلي عن نفسه انه " جيش الدفاع " اي الجيش المسكين فيما هو جيش عدواني مهاجم مقاتل ومحتل ومصادر للأراضي ولحاجات الانسان الفلسطيني العاجلة منها والآجلة.
أعجبني تشبيه احد الاصدقاء حول كلام الثلاثة وزراء ومن لف لفهم بقوله انهم " مثل المرأة الساقطة أو العاهرة التي تحاضر عن العفاف" . فلا هي مقتنعة بما تقول، واذا كان لها من يسمع فلن يقتنع هو الآخر بصدق كلامها.
لا اتعجب من هذا المشهد، فقد رأيته وسمعته مرات. لكن تكراره بات مؤذيا للنفس وان كان يثبت افتقار اصحابه إلى لحظة انسانية أو احساس حقيقي بالسوري وغيره. هؤلاء يقولون الكذب كي يصدق الناس الذين بعضهم لا يصدق، والبعض الآخر ينسى لحظة سماعه جملا اشبه بالثرثرة، وبعضه تهريج سياسي.
كان الكذب وسيظل مرادفا للعبة الأمم التي لا تنتهي معالمها مهما تبدلت الدولة المقصودة باللعب عليها.

زهير ماجد