جهاد النكاح في سوريا... شذوذ جنسي برعاية وهابية
شبكة النبأ: تزداد يوما بعد يوم الممارسات الإجرامية الإرهابية تحت غطاء الجهاد حتى ظهر اغرب انواع الجهاد المتطرف، متمثلا في ما يسمى بجهاد النكاح، وقد أوجز مشهد الاجرام في ظاهرة جهاد النكاح كل انواع الانتهاكات الصارخة بحق الكرامة الإنسانية، وهو مشهد جريمة يوضح صور الإرهاب الإجرامي لما يجري على أرض الواقع فعلاً من حالات التعدّي على حقوق الإنسان.
وتم الترويج لهذه الظاهرة في تونس بقوة ووضوح، وتم التغرير بعدد كبير من الفتيات والنساء لكي يلتحقن بالرجال الذين يقاتلون في صفوف ما يسمى بالمعارضة للحكومة السورية، من امثال جبهة النصرة وسواه.
حيث تقوم هؤلاء الفتيات او النساء "حتى المتزوجات ايضا" بالنوم بين احضان المقاتلين كنوع من التشجيع على الجهاد ومواصلة القتال!. والحقيقة ليس هناك تعليق على مثل هذا السلوك الشائن، إذ أي تعليق وأي وصف يمكن ان نطلقه على سلوك من هذا النوع، سوى كونه استغلالا بشعا لفتيات ونساء يتم الضحك عليهن واللعب بعقولهن، اما من جانب التدين المزيف، او تجد الفتاة نفسها محتاجة ماديا او راغبة اساسا في الجنس وما اشبه من اسباب كثيرة تدفع بؤلاء النساء الى الاقدام على مثل هذا العمل الذي يأبى القلم وصفه.
علما أن كثيرات منهن حملن من مقاتلي "جبهة النصرة" ولا نعرف ماذا سيكون مصير هؤلاء الاطفال في ظل عقلية تتصرف بهذه الطريقة البشعة، وقد استهجن الشعب التونسي هذه الاعمال المرفوضة التي لا تمت بصلة للدين الاسلامي الذي يحافظ على كرامة المرأة ويرفض استغلالها بهذه الطريقة التي يقوم بها اصحاب الفتاوى المزيفة التي تستغل عقول النساء القاصرات والبالغات ايضا، لكنهن في جميع الاحوال قاصرت فعلا من الناحية العقلية بطبيعة الحال.
جهاد النكاح في سوريا
في سياق متصل اعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو (مستقل) ان فتيات تونسيات سافرن الى سوريا تحت مسمى "جهاد النكاح" عدن إلى تونس حوامل من اجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري بدون تحديد عددهن، وقال الوزير خلال جلسة مساءلة أمام المجلس التأسيسي (البرلمان) نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة "يتداول عليهن (جنسيا) عشرون وثلاثون ومئة (مقاتل)، ويرجعن إلينا يحملن ثمرة الاتصالات الجنسية باسم جهاد النكاح، ونحن ساكتون ومكتوفو الأيدي"، وأضاف ان وزارة الداخلية منعت منذ آذار/مارس الماضي ستة الاف تونسي من السفر الى سوريا واعتقلت 86 شخصا كونوا "شبكات" لارسال الشبان التونسيين الى سوريا بهدف "الجهاد"، وتابع "فوجئنا بمنظمات حقوقية (تونسية) تحتج على منع (وزارة الداخلية) تسفير" مقاتلين الى سوريا، ومنعت وزارة الداخلية شبابا من الجنسين دون 35 عاما من السفر خارج البلاد بعدما اشتبهت في انهم سيتوجهون الى سوريا.
وقال "شبابنا يوضع في الصفوف الامامية (في الحرب في سوريا) ويعلمونهم السرقة ومداهمة القرى" السورية، وفي 19 نيسان/ابريل 2013 اعلن الشيخ عثمان بطيخ وكان وقتئذ مفتي الجمهورية التونسية ان 16 فتاة تونسية "تم التغرير بهن وإرسالهن" الى سوريا من أجل "جهاد النكاح"، وقال بطيخ الذي اقيل من مهامه بعد مدة وجيزة من هذه التصريحات، ان ما يسمى جهاد النكاح هو "بغاء" و"فساد أخلاقي" وأن "الاصل في الاشياء أن البنت التونسية واعية عفيفة تحافظ على شرفها وتجاهد النفس لكسب العلم والمعرفة".
وذكرت وسائل اعلام تونسية مؤخرا ان "مئات" من التونسيات سافرن الى سوريا من أجل "جهاد النكاح" وان كثيرات منهم حملن من مقاتلي "جبهة النصرة"، ونسبت فتوى "جهاد النكاح" الى الداعية السعودي محمد العريفي الذي نفى ان يكون اصدرها. بحسب فرانس برس.
وفي 28 آب/أغسطس الماضي اعلن مصطفى بن عمر المدير العام لجهاز الامن العمومي في تونس تفكيك خلية لـ"جهاد النكاح" في جبل الشعانبي (وسط غرب) الذي يتحصن فيه مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وقال بن عمر في مؤتمر صحافي ان جماعة أنصار الشريعة التي صنفتها تونس "تنظيما ارهابيا" قامت بـ"انتداب العنصر النسائي بالتركيز خاصة على القاصرات المنقبات على غرار الخلية التي تم تفكيكها في التاسع من آب/أغسطس الحالي والتي تتزعمها فتاة من مواليد 1996"، وأضاف ان هذه الفتاة التي اعتقلتها الشرطة "أقرت" عند التحقيق معها بانها "تتعمد استقطاب الفتيات لمرافقتها إلى جبل الشعانبي لمناصرة عناصر التنظيم (المسلح) في إطار ما يعرف بـ+جهاد النكاح+".
حرب إعلامية في تونس
الى ذلك قررت وزارة المرأة التونسية إطلاق حملات "إعلامية" ضد "جهاد النكاح" في سوريا، وذلك بعد سفر تونسيات الى هذا البلد وعودتهن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون قوات الجيش السوري، وحذرت الوزارة في بيان من "خطورة هذه الممارسات الغريبة، وتفاقم عدد حالات الشابات (التونسيات) اللاتي اشتركن في ما يسمى +جهاد النكاح+ وتبعاته على أوضاع الأسرة والمجتمع" في تونس، دون إعطاء احصائيات.
وقالت انها ستطلق حملة "إعلام وتوعية وتثقيف تتوجه إلى النساء والعائلات (..) لاشعارهن بخطورة مثل هذه الممارسات" حتى لا تتحول الى "ظاهرة" اجتماعية، وتابعت انها "تدين كل من شارك في هذه الجريمة، وتحمل المسؤولية لكل الجهات التي ساهمت في تفشي هذه الممارسات من شبكات وأشخاص ساهموا في إقناع الفتايات (التونسيات) بالسفر إلى سوريا تحت مسمى +جهاد النكاح+". بحسب فرانس برس.
لكنها أعربت في المقابل عن "استعدادها الكامل لاستقبال الفتيات ضحايا +جهاد النكاح+ والاستماع إليهن وتوجيههن والإحاطة بهن"، وقالت وزارة المراة انها "تندد بهذه الممارسات النكراء التي تمثل خرقا صارخا للقيم الدينية والاخلاقية التي ينبني عليها المجتمع التونسي، ولكل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان المصادق عليها من قبل الدولة التونسية والقوانين الجاري بها العمل" في تونس.
وأضافت انها "تستنكر الفتاوى الصادرة عن بعض الدعاة المتطرفين بما شجّع على هذا الفعل، وتدعو كل من له علم بأية حالة من الحالات التى من شأنها أن تسيء إلى أطفالنا أو نسائنا إلى إشعار السلط المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة".
وقالت انها ستتعاون مع "الهياكل الحكومية وغير الحكومية المعنية بهذه المسألة، من اجل اجاد الحلول الملائمة لافشال كل المخططات التي تشجع هذه الممارسات لدى الشباب من الجنسين"، وأضافت "ستنظم الوزارة حلقة تفكير تضم مختلف الهياكل المعنية ومكونات المجتمع المدني للتحسيس بخطورة هذه المسألة، ودعوة مختلف هذه الاطراف لتحمل مسؤولياتها من أجل درء هذه الممارسات".
ودعت الوزارة "الاُسْرة التربوية الموسعة إلى التوعية والتحسيس داخل المؤسسات التربوية بخطورة هذه الممارسات والقناعات وتنافيها مع التقاليد والقيم الدينية السمحة التي تكرم المرأة وتبوئها مكانة رفيعة داخل الأسرة وفي المجتمع، وإشعار الجهات المعنية بالحالات التي يتم التفطن بانخراطها في هذا المسار"، وذكرت وسائل اعلام تونسية مؤخرا ان "مئات" من التونسيات سافرن الى سوريا من أجل جهاد النكاح.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/أيلول/2013 - 19/ذو القعدة/1434