انتخابات الرئاسة الأفغانية مهمة لنا
- [ltr][/ltr]
- [ltr]منصور الجمري ... رئيس التحرير[/ltr]
- [ltr]editor [at] alwasatnews.com[/ltr]
تصغير الخطتكبير الخط
بدأت مراكز الاقتراع في أفغانستان أمس باستقبال المواطنين لانتخاب رئيس جديد يستلم مهامه من أول رئيس منتخب من قِبل الشعب في تاريخ البلاد، وفي الوقت ذاته توعّدت حركة «طالبان» بإفشال العملية الانتخابية، وذلك لعلمها بأن نهايتها تبدأ عندما يتحرر الناس من الخوف الذي تعتمد عليه.
من المفارقة أن العرب والخليجيين صدّروا مفاهيم عن الإسلام غير الرحيم، وذلك في أكبر تحدّ لآية البسملة «بسم الله الرحمن الرحيم»، وأقاموا أنموذجاً لحياة بدائية تعيش على القتل وقطع الرقاب، واقتصادها يقوم على المحرمات (إنتاج وتصدير الهيروين)، والآن يسعى العرب والخليجيون لاستيراد الأنموذج الذي أنعشوه في أفغانستان إلى بلداننا المشرقية، ويمدوه بكل ما توافر لهم من طاقات قتالية وثروات طبيعية.
حركة «طالبان» تخشى الانتخابات، وعليه شنّت حملة عنف لتعطيلها، وتعهدت بدفع 5 دولارات لكل شخص يسلِّم بطاقته الانتخابية كدليل على عدم مشاركته في تحديد مستقبل البلاد بعيداً عن نفوذهم، هذا النفوذ الذي يقوم على إلغاء مفاهيم التعايش السلمي، وعلى اقتصاد قائم أساساً على إنتاج الهيروين، وذلك بعد أن أصبحت أفغانستان تحتل المرتبة الأولى في إنتاج وتصدير الحشيش.
هذا العام يعتبر محوريّاً، وذلك لأن القوات الأميركية التي شنّت الحرب على أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، توشك على المغادرة، بينما لا تزال أفغانستان تعاني من ضعف شديد لم تتمكن الأموال الطائلة من انتشاله من فقره المدقع، ولم تتمكن قوات الناتو من بناء مؤسسات قوية لتسيير شئون الدولة.
الرئيس الأميركي باراك أوباما، تخلّص من الوجود العسكري في العراق العام 2011، ويود في هذا العام التخلص من العبء الأفغاني الثقيل الذي تورطت به أميركا وحلفاؤها في أرض وعرة احتضنت قوى القتل والإرهاب في بداية الأمر ضد السوفييت (تحت عنوان الجهاد)، ومن ثم ضد الأميركان، وثم ضد الأفغان أنفسهم، وثم تصدير هذا الأنموذج إلى مختلف بقاع العالم.
الانتخابات الأفغانية الحالية تعتبر معلماً رئيسياً في معركة عالمية تتصارع فيها الإرادات، وهي استحقاق كان من المفترض إنجازه قبل سنوات طويلة، ونجاحه يهمنا، لأن فوز الإرهاب هناك أدى لانتشاره في منطقتنا بالطريقة البشعة التي نراها، ولعل انتصاره هناك يؤدي أيضاً إلى انتشاره إلى منطقتنا، التي يقول البعض إنها مستثناة من القوانين التي تحكم باقي البشر.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4229 - الأحد 06 أبريل 2014م الموافق 06 جمادى الآخرة 1435هـ