غياب الفنان الكبير غانم الصالح
كتب حسن الموسوي :
رحل الفنان غانم الصالح، الراقي بفنه وخلقه، رحل ولا تزال نفوس أحبته وعشاق فنه غارقة في حزنها، ملتاعة لفقدها صلاح منصور الكويت، لكن عزاءها أن أعمال غانم الصالح حية باقية مدى الدهر.
يشهد للفنان غانم الصالح نهجه المتكامل في علاقاته مع زملائه خاصة، ومع الناس عامة، وفي ارتباطه بالفن وتراث وطنه، وكذلك أخلاقه وخصاله، وأحاديثه باتت نهجاً لأصدقائه ومحبيه.
بفقد الفنان غانم الصالح هوى نجم ساطع من نجوم الفن الكويتي، فقد كان متفرداً، متميزاً في تفوقه الفني، كان مثالاً للفنان الملتزم، لم يسمع أحد عنه إلا أطيب الأخبار، وأجمل السلوك والفعل، فعرفه الجميع: المحب، المتواضع البسيط في معشره، الكريم في عطائه، المتألق في أدائه، فكان نموذجاً وأستاذاً للأجيال القادمة.
كان الفقيد ثاقب النظر، يمتلك قدرة كبيرة على تحليل الدور وأدائه، يمزج بين الكوميديا الراقية والتراجيديا الهادفة، لذا كان ذلك سبباً في دخوله كل بيت، ليستقر في النفوس، ويبكي عليه الصغير والكبير بعد الفراق.
لقد عبر زملاؤه الفنانون عن عميق حزنهم وأسفهم، فمنهم من قال إني فقدت جزءاً من جسدي وجزءاً من حياتي، ومنهم من ذكر مناقبه وأخلاقه، ومنهم من رأى بفقده فقد الفن الكويتي رائداً من رواده، وهكذا هي الحياة، أناس يذهبون وأناس يأتون، وما عسانا إلا أن نتقبل ما كتبه القدر، ونقول: إلى رحمة الله يا فناننا الكبير.
د. حسن الموسوي