[size=39]تلقوا رسائل عدوانية وتهديدات".. ممرضون وأطباء يتعرضون لحملة عنصرية بسبب كورونا[/size]
16 أبريل 2020
هجمات عدوانية ضد العاملين في القطاع الطبي بأميركا اللاتينية
في الوقت الذي تتم فيه الإشادة علنا بالعاملين في القطاع الصحي في جميع أرجاء العالم باعتبارهم أبطال هذه المرحلة، يختلف الأمر في أميركا اللاتينية حيث تتعرض الطواقم الطبية لهجمات عدائية من قبل الناس في الشوارع، لاعتقادهم أنهم مصابون بفيروس كورونا.
ساندرا اليمان، ممرضة في مدينة سان لويس بوتوسي في وسط المكسيك، تعرضت لهجوم من مجموعة من الأطفال حيث أقدموا على رش زيها الأبيض بالصودا والعصير، وهتفوا: "إنها غبية! ابتعدي عنا!"
وأثناء محاولتها الدفاع عن نفسها، تعرضت لكسر إصبعين في يدها اليمنى. وقالت: "لم أعد أستطيع القيام بعملي"، مضيفة أنها لم تعالج في الواقع أي مرضى بالفيروس.
من جانبه أدان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، هذه الهجمات، قائلاً: "لا يمكننا أن نفعل أي شيء بدون العاملين الصحيين"، وحث الناس على حب واحترام جميع العاملين في هذا القطاع.
وتمثل الممرضات 80% من الموظفين في المستشفيات العامة في أميركا اللاتينية، وفقًا للنقابات الطبية، مما يجعل البلاد بحاجة ماسة إليهم في محاربة الوباء، الذي أصاب أكثر من 72 ألف شخصاً وقتل 3241 آخرين في جميع دول القارة.
تهديدات
في العاصمة الكولومبية بوغوتا، موطن ما يقرب من 2979 شخصا مصابا بالفيروس، قال طبيب التخدير سانتياغو أوسوريو، 36 عاما، إنه لم يعد بإمكانه استخدام المصاعد أو المناطق المشتركة في شقته بناء على أوامر من إدارة المبنى، والتي تشعر بالقلق من "نقله للعدوى إلى الجيران" رغم انه غير مصاب.
وأوضح أوسوريو "يجب أن أتسلق الطوابق الستة عن طريق السلالم للوصول إلى المنزل".
بينما أكدت ماريا خوسيه كولينا، طبيبة ومتحدثة باسم شبكة الأطباء المتكاملة في الأرجنتين، أن العديد من الأطباء تلقوا رسائل وتعليقات عدوانية وتهديدات بسبب عملهم في مكافحة كورونا.
وأضاف طبيب التوليد لياندرو غوني أن الجيران بالقرب من مكتبه في بوينس آيرس بالأرجنتين، طلبوا منه أن يغلق عيادته خوفاً من إصابتهم بكورونا.
ورد برسالة تحدد التدابير الاحترازية التي اتخذها، بما في ذلك استقبال النساء فقط على وشك الولادة، إلا أنهم لم يقتنعوا بها، وأصروا على إغلاق العيادة وهذا ما حصل.
وفي بعض أجزاء بنما وشيلي، منع السائقون الممرضات من استخدام النقل العام، وأكد العاملون في القطاعات الطبية في هذه المناطق أن الناس يعاملونهم بطريقة سيئة ويبتعدون عنهم.
الذعر الجماعي
بدوره، أعلن المجلس الوطني المكسيكي لمنع التمييز أنه تلقى 12 شكوى من العاملين الصحيين تتعلق بالفيروس التاجي منذ 19 مارس، تسع منها تضمنت تعرضهم لتمييز أو إهانات أو تهديدات.
ويعتقد الممرضون أن العديد من الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها خوفا من الانتقام.
كما تعرضت 6 ممرضات على الأقل للتمييز وهجمات معادية في ولاية غاليسكو غربي المكسيك، وفقاً لإديث موغيكا رئيسة اللجنة المشتركة بين المؤسسات للممرضات في الولاية.
ووفقًا لموغيكا، فإن جيران إحدى الممرضات ألقوا عليها مادة مطهرة عندما وصلت إلى المنزل الشهر الماضي، قائلين لها: "أنت بحاجة إلى التطهير".
وأوصت موغيكا 18 ألف من العاملين بالقطاع الطبي في البلاد، بارتداء ملابس مدنية في الأماكن العامة لتجنب الهجمات العدوانية.