فيصل الشيخ
أكـــون أو لا أكـــون!
فيصل الشيخ
صحيفة الوطن - العدد 1791 الجمعة 5 نوفمبر 2010
كما كتب وليم شكسبير جملته الشهيرة ''أكون أولا أكون'' التي جعل ''هاملت'' بطل الرواية التي تحمل اسمه يقولها معقباً بـ''هذا هو السؤال''.. أجد الجزئية الثانية من الجملة ''الشهيرة'' تنطبق اليوم على وضع المدرب الوطني سلمان شريدة في مهمته قيادة المنتخب الوطني.
تعيين شريدة جاء بعد مطالبات متكررة صدرت من الصحافة أو المعنيين بالساحة الرياضية سواء المدربين أوالإداريين، وحتى الجماهير، بمنح الثقة للمدرب الوطني، بعد أن حجبت عنه مدة طويلة جداً، بناءً على قناعة راسخة بأن إدارة المنتخب الأول فنياً ليس لها إلا ''الأجنبي''.
قلنا إن سلمان شريدة يعتبر الأنسب اليوم لتولي المهمة ''مع الاحترام لعديد من المدربين الوطنيين الآخرين'' عطفاً على ما حققه من إنجازات مؤثرة على صعيد الساحة الكروية المحلية، بل يكفي كونه أول مدرب وطني يحقق إنجازاً تاريخياً للكرة البحرينية بقيادته المحرق لتحقيق أول لقب قاري لكرتنا.
ولا أخفي استيائي حين طرحت بعض الأسماء في بورصة المرشحين لقيادة المنتخب من قائمة المدربين الوطنيين، لا تشكيكاً في كفاءتهم، ولكن امتعاضاً من السعي لإثبات صحة النظرية أعلاه، بأن المدرب الوطني لا يصلح، وذلك عبر إيلاء المهمة لأسماء ربما لا تملك إنجازات عريضة وطويلة، فلا يكتب لها النجاح، ليأتي بعدها الرد من المعنيين، وبأسلوب فيثاغورث ''يوريكا'' ليثبت أن المطالبات خاطئة، وأن هذا ما تريدونه، وأثبت فشله، بالتالي وجهة نظرنا صحيحة دائماً، وإياكم أن تعودوا إلى ''التفلسف''.
كنت أصر على شريدة، لسبب صريح جداً، هو حجم إنجازاته، إضافة لوجود مطالبات عديدة من أطراف عديدة من مكونات الشارع الرياضي لوجوده في موقع المسؤولية.
وعلينا أن ندرك ما ترمي إليه النظرية القائلة: إذا أردت إثبات صحة ''اختيار'' أو خطأه، فعليك انتقاء أقوى الخيارات المطروحة وإخضاعها لأقوى الظروف الممكنة، مقابل وضع آليات لرصد الأداء وتقييمه، وعليه ستتوصل إلى نتيجة مبنية على أسس صحيحة ذات أرضية واقعية.
يفترض أن يكون شريدة أقوى مدرب على صعيد الإنجازات والشهرة، بالتالي هو أفضل خيار يتم التعويل عليه لكسر عقدة الأجنبي، رغم إدراكنا أن عليه التعامل مع ظروف أقسى مما عاناه الأجانب الذين تعاقبوا على منتخبنا الوطني، كالراتب والبدلات والتسهيلات وغيرها.
حتى الصحافة التي ربما تكون متعاطفة اليوم، وتريد إبطال مفعول النظرة السابقة، قد تكون قاسية جداً لو تعرضنا لمطبات أقوى من السابق في مسيرة المنتخب، وربما يكون انتقادها شريدة أقوى من انتقادها سابقيه من خبرات أجنبية.
لدي ثقة أن شريدة يدرك أنه على ''محك'' خطير اليوم، إما أن ينجح في تعزيز صورته كمدرب قادر على تحقيق الإنجازات مع الفرق التي يديرها، وإما أن يكون هناك سيناريو لا أحد يتمناه.
عموماً، ما أراه يخدم خلال هذه المرحلة الدعوة للتكاتف من قبل جميع الأطراف المتداخلة في شأن منتخبنا الأول، ابتداءً من رأس الهرم الرياضي، وصولاً لأصغر مشجع لدعم المدرب الوطني في مهمته والعمل على إنجاح مسيرته، وفي النهاية لدينا الآن مسوغ أكبر من السابق للوقوف وراء المدرب والمنتخب، وأتمنى أن يكون القادم أفضل.
بالتوفيق لشريدة، ونأمل أن نرى الأحمر ''غير''