نهار آخر – الصحافة البحرينية تفقد عميدها علي سيارIN محلياتمراسل الصحيفةأكتوبر 8, 20190نشر
[url=https://www.pinterest.com/pin/create/button/?url=https://delmonpost.com/?p=17245&media=https://delmonpost.com/wp-content/uploads/2019/10/%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D9%8A.jpg&description=%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1 %D8%A2%D8%AE%D8%B1 %E2%80%93 %D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9 %D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AF %D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%AF%D9%87%D8%A7 %D8%B9%D9%84%D9%8A %D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1][/url]
[size=30]
كان جريئا في سبر اغوار القضايا الوطنية والاجتماعية الملتهبة ومشاكسا في الكثير من القضايا الاجتماعية
[size=30]بقلم: رضي الموسوي[/size]
[size=30]فقدت البحرين صباح اليوم الثلثاء، (8 أكتوبر 2019)،عميد الصحافة وواحد من روادها في البحرين والخليج العربي..علي سيار، عن عمر ناهز التسعين عاما كانت زاخرة بالفعل الصحفي المهني وبالمعارك التي أسست للصحافة الحديثة في بلادنا، وذلك عبر كتاباته المبكرة في القضايا التي تهم الوطن والمواطن في كل من “صوت البحرين” مطلع خمسينات القرن الماضي و”القافلة” و”الوطن” اللتان اغلقهما الاستعمار البريطاني لارتباطهما بهيئة الاتحاد الوطني، حيث كان المرحوم واحدا من رجالاتها، حتى “صدى الأسبوع” التي صدرت نهاية ستينات القرن الماضي. وطوال حياته الصحفية كان عميد الصحافة البحرينية جريئا في سبر اغوار القضايا الوطنية والاجتماعية الملتهبة، وكان مشاكسا في الكثير من القضايا الاجتماعية وجريئا في طرحها، فقد كان مخلصا لمهنته ولقلمه ولوجهة نظره.[/size]
[size=30]
صحيح أن المرحوم علي سيار قدم وجهة نظره في بعض القضايا الحساسة مثل العزاء الحسيني وأثار سخط فئات واسعة من المجتمع البحريني في مقاله الشهير “لماذا هذا الحزن المدمر؟” المنشور في “صدى الأسبوع” في السبعينات لدرجة أن البعض توعده بالقتل وجيّش العشرات للتربص به، إلا أن الصحيح أيضا أنه ينبغي ألا نغفل الجانب المهني الذي يعتبر العمود الفقري في حياته. فقد كان صحافيا من الطراز الأول، وواحدا من رجالات هيئة الاتحاد الوطني ودفع اثمانا باهضة لمواقفه المعارضة للاستعمار البريطاني مطاردة وتشريدا ونفيا خارج البلاد. هذه المواقف أدت إلى اقدام الإنتداب على إغلاق صحيفتي “القافلة” و”الوطن” اللتان يقف ورائهما علي سيار و”الهيئة”. احتضن سيار الاقلام الوطنية في “صدى الأسبوع” مثل الاستاذ علي صالح والأستاذ ابراهيم بشمي ود.حسن مدن ود.محمد جابر الأنصاري والاستاذ عقيل سوار.. واعتقد الشهيد سعيد العويناتي من ضمنهم، وغيرهم من الصحافيين والكتاب الذين اسهموا في العمل المهني ومنحوه دفعة مهنية للأمام، فضلا عن إثارتهم للقضايا الوطنية والمجتمعية العميقة التي تهم المجتمع، ما اثار عليه سخط أصحاب القرار.
يزخر أرشيف صدى الاسبوع بالكثير من القضايا التي أثيرت في تلك الفترة ومنها قضية التعليم التي اثارها د.محمد جابر الانصاري مع وزير التربية الأسبق المرحوم الشيخ عبدالعزيز ال خليفة، فقد كتب الانصاري مقالته النقدية الشهيرة “أنا لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب يا سعادة الوزير”. مقال شكل جزءا من معركة التعليم في البحرين بعيد الاستقلال، فضلا عن مقال الأستاذ ابراهيم بشمي “تجارة الرقيق الجديدة في البحرين” منتصف السبعينات والذي تحدث عن العمالة الوافدة التي بدأت حينها تغزو البلاد لتشكل عامل ضغط على البلاد. وقد فهم مغزاها مبكرا الكتاب والصحافيين الوطنيين فحذروا من تبعاتها، وأظن أن هذا المقال هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير فقادت بشمي للسجن عدة سنوات..[/size]
[size=30]وإذا كان البعض يأخذ على علي سيار زلة الإساءة في مقالته السبعينية المعارضة للعزاء بجرحه مشاعر فئة رئيسية في المجتمع البحريني، فليسامحه الله. لكن تاريخه المهني في الصحافة البحرينية والخليجية لا يحجب بغربال، بل شكل العنوان الواسع لشخصيته كعميد للصحافة البحرينية قدم جهوده الواضحة طوال سبعة عقود وسعى لترسيخ قيم مهنية سامية للعمل الصحفي والصحافة التي تعرضت إلى الكثير من الانتكاسات حتى طغى عليها اللون الأصفر.[/size]
[size=30]رحم الله علي سيار وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، فقد أسس بمعية الرعيل الأول واقعا صحافيا اراد من خلاله توسيع هامش الحريات الصحافية والعامة، لكن هذا التأسيس لم يدم طويلا، وقد دفع هو وغيره في سبيل ذلك اثمانا باهضة.[/size]
[/size]