"
*
️ دقة حيل الشيطان :*
*إن الشيطان وكذلك النفس الأمارة عندما يتعامل مع الإنسان يتعامل معه عن تخطيط ودراسة، فهو لا يطلب من الإنسان المتقي الوقوع في الآثام العظيمة بداية كالقتل والسرقة والزنا...، وكذلك في العجب فهو لن يطلب من الإنسان بداية المنّ على الله بهذه الأعمال، أو أن يحسب نفسه في زمرة المحبوبين المقربين، وإنما يبدأ الأمر بالخطوة الأولى ليشق طريقة نحو القلب ويستولي عليه بشكل تدريجي.*
*
فتجده يؤكد عليك الالتزام بظواهر المستحبات والأذكار والأوراد، بل يدفعك نحو الحرص الشديد عليها حتى تظن بنفسك خيراً، وفي الوقت نفسه تجده يركز في قلبك قبح معصية معينة موجودة عند بعض أهل المعاصي غير موجودة عندك، ويضعها تحت المجهر ويضخمها حتى يصبح فاعلها أقبح من إبليس في نظرك، ثم يبدأ يوحي لك بأنك أفضل من مرتكب المعصية هذا بحكم العقل والشرع، وأنك طاهر بريء من المعاصي وأنك من أهل النجاة حتماً بحكم أعمالك الصالحة، فينتج عن هذا الإيحاء أمران كلاهما من المهلكات:*
*
1- سوء الظن بعباد الله.*
*
2- العجب بالنفس.*
*
️هذا في المرحلة الأولى، ثم بشكل تدريجي ينتقل إلى المراحل الأخرى حتى يصل في النهاية إلى مرحلة يمن فيها على ولي نعمته بإيمانه وأعماله ويصل إلى أسفل الدرجات.*
*
رد حيل الشيطان:*
*في هذه الحالة يجب أن يخاطب الإنسان نفسه والشيطان ليقول: إن هذه المعصية التي وقع بها فلان هي أقل قبحاً من العجب الذي وقعت فيه أنا، وقد ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) :*
*"إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلى مؤمناً بذنب أبداً".*
*
ولعل سوء ظني بهذا الإنسان سيوصلني إلى سوء العاقبة فأكون من أهل النار! ويكون له أعمال صالحة لها نور ترفع ظلمات معصيته تلك فيكون من أهل الجنة.*
*
وكان يقول أحد العارفين:*
*"لا تعيبوا على أحد حتى في قلوبكم، وإن كان كافراً، فلعل نور فطرته يهديه، ويقودكم تقبيحكم ولومكم هذا إلى سوء العاقبة".*
*
️ وكان يقول:*
*"لا تلعنوا الكفار الذين لا يعلم بأنهم رحلوا عن هذا العالم وهم في حال الكفر، فلعلهم اهتدوا في أثناء الرحيل".*
•