تقرير هيئة ضمان الجودة.. »جوجل.. كوبي.. بيست«
موسـى عساف
صحيفة الوطن - العدد 1797 الخميس 11 نوفمبر 2010
أعلنت هيئة ضمان الجودة أمس الأول 84 تقريراً جديداً لمؤسسات التعليم والتدريب، والتي جاءت مخيبة للآمال، إذ لم تحصل أي من المؤسسات التعليمة في الدفعة الخامسة على مستوى ''ممتاز''، فيما جاء أقل من 30٪ منها بمستوى ''جيد''، وتوزع ما تبقى بين ''مرضٍ'' و''غير ملائم''.
مؤشرات الأرقام التي نشرتها الهيئة مؤشرات خطيرة للغاية، إذ تعني فيما تعنيه وجود خلل نوعي في العملية التعليمية، والتي يجب أن تعتبر الأساس لأية عملية تنموية مستقبلية، فأين هذا الخلل؟ وكيف يمكن لنا أن نعالجه قبل أن يستفحل؟ ولماذا هذا التراجع في بلد يعد رائداً للتعليم في المنطقة؟ كلها أسئلة برسم الإجابة نضعها أمام الدكتور ماجد النعيمي، لعل الحل واستدراك ما فات يكون بين يديه.
فقد عرف عن البحرين الريادة في التعليم، ولا تزال آثار تلك الريادة موجودة إلى اليوم من خلال المنشآت والخريجين، سواء من البحرينيين أو أشقائهم الخليجيين، حيث كانت البحرين منارة للتعليم حتى وقت قريب.
ما يحدث الآن من ''انحدار'' في المستوى التعليمي سواء المدرسي أو الجامعي يمكن إرجاعه إلى أكثر من عامل؛ حيث يدخل المدرس كعنصر أكثر أهمية في العملية التعليمية، وهو العماد الأساس الذي تقوم عليه هذه العملية، لكن ما نراه اليوم من توظيف بعض المدرسين الذين يفقدون أهم ملكات التعليم يساهم بشكل كبير في تدهور العملية التعليمية، وإن كانوا يملكون الشهادات الجامعية التي تؤهلهم لشغل الوظيفة، لذلك يجب النظر إلى التعليم بمنظور أكبر وأهم من ''الوظيفة''، فهو عملية بناء أجيال كاملة، بناؤها علمياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياً ووطنياً، وللأسف الشديد فإن كثيراً من المدرسين يفتقرون إلى هذه الأساسيات، وبالتالي فهم يتعاملون مع ''التعليم'' على أنه وظيفة لعدد ساعات يتقاضون عليها ''معاشات''.
لذلك فمن الممهم للغاية عمل دراسات وبحوث على قدرات المدرسين التعليمية، وإعادة تقييمهم وفق منظور جديد يعتمد امتلاكهم للمهارات التعليمية إضافة إلى المهارات العلمية، وعمل دورات تدريبية أو ورش عمل تربوية بإشراف متخصصين تربويين، حتى نضمن جودة تعليمية عالية.
من جهة أخرى فإن على الدولة؛ ممثلة في وزارة التربية والتعليم بحث المشكلات والمعوقات التي تقف أمام المدرسين لإنجاز أعمالهم، فقد يكون المدرس يمتلك كل المهارات لكن وجود نقص في المواد والأدوات يمنعه من أداء عمله على أتم وجه، فإعادة تقييم المدارس وفق موجوداتها وما يمكن أن توفره للعملية التعليمية إطار آخر على الوزارة أن تنظر إليه بعين الاعتبار، وإضافة إلى فهم طبيعة المشكلات التي تواجه المدرسين سواء كانت مشكلات إدارية أو اقتصادية، أو مشكلات تتعلق بجداول الحصص، إذ اشتكى كثير من المدرسين بضغوطات الجداول، بينما هناك آخرون شبه عاطلين عن العمل في ذات المدرسة، وهو ما يمكن ربطه بفشل السياسات الإدارية في ذات المدرسة.
؟ ورق أبيض..
؟ النقلة التي شهدها العالم باتجاه التدريس الإلكتروني حققت نجاحات في كثير من دول العالم، ومنها دول عربية، لكنها في البحرين لا تزال تراوح مكانها.
؟ يعتبر القيام بالأبحاث أحد أهم وأنجح طرق التدريس الحديثة، حيث تدفع الطالب إلى البحث والقراءة وتنمي فيه مهارات عملية، لكنها في تطبيقها العملي لا تعدو أكثر من وسيلة لتنمية ''البلادة'' وتعليم ''السرقة''، فالطالب المكلف في كتابة أحد البحوث، لا يكلف نفسه سوى ''جوجلت'' -من جوجل- عنوان الموضوع ومن ثم ''كوبي'' ''بيست'' ''برنت''.. وكفى الله المؤمنين شر القتال، في حين يلجأ الأكثر بلادة منهم إلى إحدى المكتبات وتكليفه بعملية ''الجوجلة'' و''الكوبي'' و''البيست'' و''البرنت''، دون أن يعي أية كلمة مما في البحث.. وفي النهاية يحصل على 10 من 10 هي درجة الأعمال.
ونشتكي من تراجع مستوى التعليم؟!!