هيئة الأمر بالمعروف
بعد انتهائي من مهمتي في إحدى الزيارات الرسمية إلى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، طلبت من السائق أن يأخذني إلى السوق القديم في مركز المدينة، واتفقت معه على موعد للعودة لي وأخذي للفندق.
تجولت في السوق، وبعد انتهائي من الجولة صرت أنتظر عودة السائق في المكان الذي اتفقت معه عليه، وبينما كنت أنتظر دخل وقت الصلاة، لكنني لم أستطع مغادرة النقطة التي كنت أنتظر فيها، خوفا من وصوله وأنا لست في المكان المتفق عليه.
وبينما كنت أنتظر على قارعة الطريق، وإذا بشخص في هيئة رجل دين، حياني زاجرا ناهرا، وطلب مني مرافقته!! حاولت أن أدخل معه في حوار، لكنه لم يكن يفضل ذلك، إلى أن وصلنا إلى سيارة كبيرة كانت ممتلئة بآسيويين، وكان يريد أن يزجني معهم، فسألته ما الأمر؟ أجابني بسؤال آخر: ألا تعرف أن وقت الصلاة دخل؟ فأجبته: بلى ولكنني أنتظر سيارة، ولا أستطيع مغادرة مكاني، إلى أن ذكرت له بأنني ضيف على مجلس التعاون الخليجي، ولا يجوز معاملة الضيوف بهذه الطريقة، ووقت الصلاة لم ينته بعد، وبعد أخذ ورد، تركني وودعني بتهديد: لا أريد أن أراك واقفا في الطريق مرة أخرى!
والحادثة ذاتها حدثت لثلاثة صبية بحرينيين يوم (الجمعة) الماضي، فضلوا أن يأخذوا إجازة العيد في المملكة العربية السعودية الشقيقة مع عائلاتهم، إذ أوقفتهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسبب إيقافهم في حالة ذعر لأمهاتهم، ما عرض طفلة معهم تبلغ من العمر (3 سنوات) لحادث مرور كاد أن يودي بحياتها!
العلاقات السعودية البحرينية علاقات لها عمق تاريخي، ودماء الشعبين الشقيقين امتزجت منذ أمد بعيد ببعضها، والأنساب بينهما أكثر من أن تذكر، فكما أننا نرفض بضرس قاطع ما تعرض له المواطن السعودي من إهانة على يد أحد المتجاوزين المحسوبين على الأجهزة الرسمية البحرينية في وقت سابق من هذا العام، كذلك نأمل ألا يشعر البحريني بأنه مطارد في بلده الثاني بسبب سوء فهم أو تقدير.
عقيل ميرزا
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2999 - الإثنين 22 نوفمبر 2010م الموافق 16 ذي الحجة 1431هـ