جامعة أوكسفورد البريطانية كانت تجلب الكتب العربية وتقوم بترجمة كل صفحة للغة الإنجليزية، فمثلا هذا الكتاب العربي (الجداول الفلكية) ترجموه عام 1648م.
إذا قلنا أن عصر النهضة الأوروبية بدأ بأخذ إنجازات العصر الذهبي العربي سيكون كلامنا حقيقة مؤكدة، ويثبتها العدد الضخم من الكتب العربية التي قام الأوروبيون بجلبها من بلاد العرب، والعدد الأكبر الذي قاموا بطباعته وتدريسه في مدنهم باللغة العربية التي كانت لغة العلم في أوروبا.
-
وتشهد بذلك أعرق الجامعات الغربية وهي جامعة أوكسفورد التي يتغنى بها الغرب، ويعتبرونها تجسيدا لمجدهم ورمزا كلاسيكيا يفتخرون به، فقد كانوا يجلبون الكتب العربية ويقومون بترجمة كل صفحة ليصدروا كتبا تكون ذات صفحة عربية يقابلها صفحة إنجليزية، لتأكيد مصداقية الترجمة ويزيد ثقة القراء باللغة الإنجليزية، فقد كانت طبقة المثقفين الأوروبيين يتقنون العربية، لأن اللغة العربية كانت النافذة التي تطل على التحضر والثقافة والتقدم.
-
وفي هذا المقال قمت بجلب مثال واضح لكتاب قامت جامعة أوكسفورد بأخذه وترجمة كل صفحة فيه، فنلاحظ في الصورة كتاب (الجداول الفلكية) الذي قام بتأليفه العالم محمد طارق التيموري في حوالي عام 1437م، وهو كتاب تمت كتابته باللغة العربية والتي كانت لغة العلم، ولاحقا قام الأوروبيون بجلب نسخ منه، وفي عام 1648م قامت جامعة أوكسفورد بترجمة كل صفحة منه من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية القديمة التي كانت متداولة في القرن السابع عشر وهي مختلفة عن اللغة الإنجليزية في زماننا، حيث حدثت إضافات وتعديلات، وتشهد بذلك كتب شكسبير الأصلية التي لغتها الانجليزية تختلف عن الإنجليزية اليوم.
-
وأما اللذان أشرفا على ترجمته فهم جون بينبريدج وجون جريفز، وقاما بطباعته في مطبعة هنري هول، ليكون هذا دليلا إضافيا على أن النهضة والتقدم الأوروبي كان بسبب ما أخذوه من العرب من إنجازات علمية وحضارية، ومع ذلك نجدهم في العصر الحالي يسعون جاهدين لطمس وإنكار أي دور عربي في تعليمهم أسس الحضارة والتقدم، ولكن ستبقى خزائن الكتب في جامعاتهم وقلاعهم القديمة ترد عليهم وتكشف طمسهم لأن هذه الخزائن مليئة بالكتب العربية.
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************