#ماوية_ملكة_العرب "((السراسين"..)) من تهديد بيزنطة إلى إنقاذها
قادت الملكة ماوية حربا شرسة ضد الرومان انتهت بتوقيع اتفاقية سلام مع الإمبراطور الروماني فالانس.
تعرف القراء العرب على "ماوية ملكة السراسين" خلال النصف الثاني من القرن العشرين، بفضل مقالات وفصول في كتب، كان للمؤرخين نقولا زيادة وجواد علي الفضل الأبرز فيها. ومصطلح "السراسين" كان يعني عند الأوروبيين في فترة ما قبل الإسلام القبائل العربية البدوية تحديداً، وبعد الإسلام أصبح يعني المسلمين بالعموم.
مما لا شك فيه؛ أن النزعات القومية واليسارية العربية التي كانت سائدة خلال حقبة الخمسينات والستينات من القرن العشرين، ساهمت في تأطير شخصية الملكة ماوية ضمن إطار إيديولوجي يزعم أنها كانت تناضل ضد "الاستعمار الروماني"، ولذلك لم يتعرف القراء العرب بشكل واضح على نتائج المعركة الثانية للملكة ضد قوات الامبراطور فالانس، وماذا حل بجيشها، بعد تجديد الاتفاقية القديمة مع الروم البيزنطيين، وإضافة فقرات جديدة يعترف فيها البيزنطيون بحقوق قومها، الدينية وربما التجارية، نظراً لتحكم شعب ماوية بأهم محطات التجارة والتواصل بين الهند والجزيرة العربية من جهة، وبين أراضي الإمبراطورية البيزنطية من جهة أخرى، وهو ما سنضيء عليه في هذا المقال