الصبر والرضا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مقال فيه درس بليغ و مؤثر
كتبه د. خالد إسماعيل أستاذ ورئيس أقسام الجراحة.. كتب على صفحته:
*"استحيّيت من ربى وعرفت ضعف إيماني عندما حضرت بالأمس لعيادتى تلك الأسرة برفقة ابنتهم*
الإبنة انتشر فى جسدها الورم الخبيث وتغلغل.. وسقط شعرها من العلاج الكيماوي.. وتعانى من إلتهاب شديد حول الشرج جاءت لتعالج منه ،
وأدركت أن البلاء على قدر الإيمان حقا وأن الصبر والرضا عليه يختص الله به عباداً أحبهم
الأسرة: أب فى أواخر الثلاثينات متوسط الحال.. والأم فى أولها، وكلاهما لا تفارق لسانهما كلمة الحمد لله وابتسامة الرضا مع أنهما فى ابتلاء شديد؛ فقد مات لهما قبل ابنتهما هذه ولدين بنفس الداء (السرطان) وإذا به يصيب الابنة الوحيدة الباقية إبنة السبع سنوات وهاهى مشرفة على الرحيل، يتبادلون معها الضحك وكأنها مصابة بمجرد نزلة برد ويهونون عليها
الطفلة كالقمر والله يوم اكتماله بالسماء، زلزلت كياني وأبكتني عندما قالت بفرح:
دكتور.. بابا وماما جابوا لي فستان جديد علشان أنا قريب هروح أزور سعيد ومصطفى أخواتي في الجنة🫢
ابتسم الأب وقال لي همسا: هكذا تعودنا على رحلة العذاب تشخيص، وعمليات، وعلاج، ونستعد كل مرة لتسليم الأمانة لخالقها عندما يقترب الرحيل، تعاهدت أنا وأمها منذ رحيل الطفل الأول وإصابة الثانى وهاهى الثالثة، أن نلقي فى قلب أولادنا أنهم ذاهبون للجنة وأن فيها ما يعوضهم عن رحلة العذاب في الدنيا، وأن أخوه ينتظره على بابها وهانحن
نهون عليها وعلينا استقبال الموت الذي أصبح ضيفاً علينا تتكرر زياراته كلما تفتحت أوراق زرعنا
شددت على يديه.. ثم قبلت الطفلة وقلبي يبكي.
ويعلم الله أن بكاء قلبي هذه المرة كان على نفسي.. وأنا أشعر أن الله أرسل لى تلك الأسرة الصابرة والبنت المبتلاة لأستحيّ وأعرف ضعف نفسي وهوانها؛ فأنا عندما أُشك شكة أملأ الدنيا عويلا!!
يعلم الله أنني منذ رأيت تلك الأسرة فى الرابعة من عصرِ أمس لم تفارق عينى صورتهم، ولم يغب من أُذني رغم كل ماتعانيه صوت الملاك الصغير وهى تقول لي:
"أنا هاروح أقابل إخواتي بالجنة"
فما أصغرك ياعم خالد!! وعذراً ياربى
*أيقنت الدرس وتعلمته.. وأدركت أن الصبر على البلاء درجة عالية اُختص الله بها عباداً لم أرتقى بعد إلى عُشر درجاتهم.*
حقا لا يشعر المرء بقدر نفسه إلا عندما يرى الصابرين".
*🤲فالحمدُ للهِ دائماً وابداً🤲*