إن أبي موظف بسيط من تلك الطبقة التي نعتبرها (مستورة) فهو لم يرنا مذاق الثراء لكنه _أيضا_حمانا من لدغة الجوع وكان أباً من الطراز الذي يمكن أن تضعه في القاموس وجواره سهم يشير إليه مصحوباً بكلمة (أب)... هل تعرف جيل الآباء ذوي الشارب الكث والبطن الكبير الذين يعودون للدار ظهراً حاملين الجريدة والبطيخة والعرق يسيل علي صلعتهم..؟
وتكون أمي _ الريفية البارة_ قد أعدت طعام الغداء.. فيلبس جلبابه ويصلي الظهر ثم نحتشد حول الطبلية.. كنا من الطبقة التي تملك مائدة طعام. لكنها تفضل الأكل علي الطبلية.. ولم تكن مائدة الطعام سوي للاستذكار...
#د_رفعت_إسماعيل
#ما_وراء_الطبيعة
أسطورة النصف الآخر
صفحة ٨