قصة مَنْ يزرع خيراً يحصده.
يحكى في قديم الزمان إن شاب كان يقيم مع والده بعدما ماتت والدته، كان والده يبلغ تسعون عاما وكان لا يقدر على الحركة عاجز عن فعل أي شيء فكان قد ذهب بصره وخارت قواه تماما، كان ابنه لا يتأخر عن خدمة والده مطلقا فكان يبذل كل الجهد لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها والده.
كان يجلس بوالده طوال الوقت لتلبية طلباته، وكان يحمله في قفة على كتفه أو على رأسه للتنزه به حتى لا يمل الأب من الجلوس طوال الوقت في المنزل.
وفي إحدى الأيام وهم في الخارج تدلت قدم الأب على وجه ابنه فقبلها الشاب ورفعها على كتفه في المكان الذي يجلس فيه الأب، فانخرط الأب في البكاء بعد هذا الموقف، فشعر الشاب بدمعة من دموع والده نزلت على خده، فسأله قائلا: “هل تبكي يا والدي؟ ”
فأجابه الأب: “نعم يا بني”، فعاوده الابن قائلا: “هل فعلت شيء بدون قصد مني أغضبك؟ فأجابه الأب نافيا وقال :” بلى يا بني لقد فعلت معي مثل ما فعلت مع والدي فخدمتني مثل ما خدمته لكنك تفوقت عليا بشيء”. فسأله ابنه وما هو يا والدي قال: “
عندما كنت أشعر بقدمه على وجهي كنت أكتفي برفعها في مكانها فقط ولم أقبلها مثلك، لكنك قمت بتقبيل قدمي ثم رفعها، فبكيت شكرا لله على ما جازاني به خيرا فيما فعلته مع والدي و أدعو الله أن يجازيك خيرا بأن يفعل أبنائك معك مثلما فعلت معي.
الدروس المستفادة من هذه القصة:
يجب علينا التفاني في خدمة والدينا لأنهم قضوا عمرهم في تربيتنا.
يجب أن يعلم كلا منا أن من يقدم الخير يجده أضعافا ويبارك الله له في صحته ويرزقه بالخير