قصة الراعي الكذاب يحكى أنه في قرية صغيرة كان يعيش
راعٍ يرعى أغنامه كل يوم ويأخذها إلى الجبال الجميلة
الخضراء حتى ترعى وتأكل العشب، وفي المساء يعود إلى
منزله ليرتاح. وفي يوم من الأيام وبينما كان الراعي مع أغنامه
شعر بالملل الشديد، فخطرت له فكرة ليُمازح أهل القرية،
فذهب إليهم يطلب المساعدة وبدأ يصرخ: ساعدوني
ساعدوني، إنه الذئب قادم يريد أن يأكل أغنامي. أسرعَ سكان
القرية لمساعدته ولإنقاذ الأغنام من الذئب، وعندما وصلوا إليه
لم يجدوا شيئًا واكتشفوا أنّ الراعي كان يمزح معهم، فعادوا
إلى أشغالهم منزعجين من مزاحه وكذبه، وقد كرر ذلك معهم
أكثر من مرة، وفي يوم من الأيام بينما كان الراعي في الجبل
كالعادة ظهر ذئب كبير وهاجم الأغنام وبدأ يأكلها واحدة تلة
الأخرى. خاف الراعي وأسرع إلى القرية يركض ويصيح
يطلب المساعدة، لكن أهل القرية لم يهتموا لصراخه بعد أن
عرفوا كذبه من قبل، ولم يذهب أحد لمساعدته، فرجع الراعي
إلى أغنامه ولم يجد أي واحدة منها، فقد أكلها الذئب كلها.
حين علم أهل القرية بالأمر أخبروه أنّ كذبه في المرات
السابقة منعهم من تصديقه في هذه المرة التي كان فيها
بحاجة إلى المساعدة الحقيقية.، وبذلك خسر الراعي عمله كما
خسر ثقة أهل القرية فيه، وتعلم درسًا قاسيًا، وعرف أن الكذب
ونتائجه سيئة، وأن من يكذب مرة ولو مزاحًا فلن يصدقه أحد بعدها.
كما يقال حبل الكذب قصير