قصة اليوم جميلة فوق الخيال اتمنا تنول اعجاب الجميع يلاااا بينا
من روائع القصص
تضحية الأم
لا تتعجب إنها الأم
الأم و كفى
==================
انقلب حال الأسرة بعد الحادث الأليم ، توفى الزوج و الأم تعيش بعين واحدة التى شوهت منظر وجهها الجميل ، حتى أن ولدها الوحيد كرهها لأنها كانت تسبب له الاحراج بل كان يرى أن شكلها مقزز
لضيق ذات اليد اضطرت الأم المسكينة أن تشتغل عاملة فى أحد المدارس القريبة و تصادف أن دخلها ابنها ليتعلم بها و عندما اكتشف الأمر بدأ يخفى الحقيقة عن زملائه حتى لا يكون مصدر سخرية لهم بسبب العاهة التى أصيبت بها الأم
يشاء القدر أن تسمع الأم بإصابة أحد التلاميذ بالإغماء فأسرعت لكى تطمئن على ابنها فوجدته بخير فاحضتنه وهى تبكى بدموع الأم المتلهفة على سلامة ابنها
فتعجب كل التلاميذ و عرفوا أن تلك العاملة المسكينة ذات العين الواحدة هى أمه ، فشعر الولد بالإحراج الشديد و تضايق من افتضاح أمره و نظر لأمه نظرة كراهية و نكران للجميل، و حدث نفسه قائلا : يا ليتنى أستطيع أن أدفن نفسى أو أدفن أمى حتى أتخلص من عارها و السخرية التى أتعرض لها بسببها
عاد الولد إلى البيت فاستقبلته أمه بالابتسامة لكنه نهرها و أخذ يصيح فى وجهها و يقول : إذا كنت ميتة لما تعرضت للسخرية أتمنى أن تختفى من حياتى ، شكلك و عملك جعلنى أضحوكة بين زملائى
صممت الأم و هى تحاول اخفاء حزنها لكنها لم تستطيع اخفاء بكاء قلبها ، فكان الولد كلما تعرض للسخرية يأتى و يصب على أمة اللعنات و الكلام الجارح لها و هى صامتة
مرت الأيام و الأم تعمل بكل الطرق على إسعاد ابنها المتمرد الكاره لها ، نجح الولد فى دراسة بتفوق و حصل على منحة خارج البلاد ليستكمل دراستة، فرح جدا لأنه حقق حلمه بالبعد عن أمه مصدر سخرية الناس عليه ، بالفعل ترك أمه وحيدة وسافر ودرس وتزوج وعمل في وظيفة مرموقة.
قلب الأم يعتصره الألم و نار الفراق تكوى الضلوع و الحنين يؤرق نومها فقررت السفر لكى ترى ابنها الوحيد خوفا أن تموت قبل أن تروى شجرة الحنين برؤية فلذة كبدها وكان لديها شوق للتعرف باحفاده الذين لم تراهم ولا يعرفون عنها شيئًا.
وصلت الأم لبيت ولدها فقابلها بجفاء و سخر منها أمام أولاده الصغار الذين أخذوا هم أيضا يسخرون منها حتى أن منهم من خاف و فزع من شكلها ، و ابنها لم ينهر أولاده
فقررت الأم أن تعود إلى وطنها وهي بائسة حزينة من فعل ولدها. بعد أن حققت أمنيتها برؤية ابنها و احفادها
تدور الأيام و يتعرض الابن لحادث يقفد فيه ساقة و يمشى على ساق من الخشب، فتغلب الحنين على غلظة قلبه و اشتاق لرؤية أمه فهو الآن يشعر بما كانت تشعر به عندما كان يسخر من شكلها فهو يعانى من نظرات أطفاله بسبب ساقه الخشبة
سافر الابن إلى موطنه حيث أمه و قبل وصوله البيت قابلته جارة لهم و أخبرته أن أمه ماتت من فترة ، فصرخ فى وجهها كيف تموت أمه و لم يخبره أحد ، فتعجبت الجارة و قالت كيف نخبرك و أنت لم تسأل عن أمك طول السنين الماضية ، لكن أمك لم تنساك لحظة وكانت تتباهى بيننا بتفوقك و قد تركت لك خطاب و أوصتنى أن أعطيه لك فقد كان عندها شعور بأن حنانها عليك سيدفعك فى يوم للعودة
اخذ الابن الخطاب و دخل بيته القديم و أخذ يسترجع الذكريات وينظر المكان الذى شهد سخريته من أمه و كم تمنى أن تموت وتفارقه ، و ها هى تركت له الدنيا و أصبح وحيدا ، فهل شعر بالسعادة التى كان يتمناها ؟!
جلس و فتح الخطاب و ما أن وقعت عينه على كلمة ابنى الغالى
حتى أبت دموعه أن تسقط معبرة عن اسفه و حزنه
ابنى الغالى ، لقد كنت أغلى من حياتى ، تمنيت أن نعيش سويا وأرى اولادك يلعبون معى فى ذلك البيت الذى تركتنى أعيش فيه بمفردى أعانى الوحدة القاتلة ،
ابنى الغالى ، لقد ذهبت الآن إلى مكان حيث لن يراني أحد ولن أسبب فيه الحرج لأحد،
وحيدى الغالى سأخبرك بسر تحملت بسببه كل سخريتك منى ، حتى حتى أمنحك السعادة طول العمر
عندما توفى والدك فى حادثة السيارة وأنت رضيع على يدى فقدت عينك اليسرى و أنا لم أصاب، أخبرنى الطبيب أنني أستطيع أن أتبرع لك بإحدى عيناي ولم أتردد لكي تعيش سعيدًا ولا تشعر بأن شيئًا ينقصك. وبالفعل تبرعت لك بعيني التي كانت سببًا في أن تراني قبيحة وأني مصدر احراجك أمام الجميع.
شعر الابن بالصدمة الشديدة وتفاجأ مما قرأءه فيه، وشعر بالخزي الشديد على كل ما فعله مع والدته في كل حياته.
فتملكته نوبة من البكاء الشديد وانهمرت الدموع على وجهه
وأخذ يدور فى البيت كالمجنون وهو يصرخ :
أمى .... أمى
اااااااااه يا أمى .... اااااااه يا أمى
= ممكن بقي نصلي علي النبي