#وريقة_الحناء....
الجزء الأول.. عاش في قديم الزمان رجل مع ابنته اسمها وريقة الحناء التي ماتت أمها فتزوج بعدها امرأة مات زوجها بعد أن رزقت منه فتاة أسمها كرام كانت وريقة الحناء فتاة رشيقة القوام جميلة الوجه كريمة النفس هادئة الطبع فيما كانت كرام فتاة قصيرة القامة دميمة الوجه شرهة النفس خشنة الطبع .
وكان الأب ينظر إلى الفتاتين نظرة متساوية يقسم بينهما حنانه الأبوي كما لو كانتا ابنتيه فلا يفضل واحدة منهن على الأخرى ويعمل على تقسيم الأعمال المنزلية بينهن بالتساوي
ففي اليوم الذي كانت تتولى فيه وريقة الحناء مهمة رعي الأغنام تتولى كرام مهام أعمال المنزل من طبخ وكنس وغسل ملابس ليتبادلا الأدوار في اليوم التالي حيث تقوم كرام برعي الأغنام وتحل وريقة الحناء مكانها في تولي مهام الأعمال المنزلية وهكذا
إلا أن أم كرام التي كانت تأكلها الغيرة من جمال وريقة الحناء وحسن أخلاقها وطباعها دأبت على إرهاقها بالعمل لتخفف بذلك عن كرام ابنتها التي كانت تفضلها على وريقة الحناء في المعاملة اعتادت كلا من وريقة الحناء وكرام على أخذ طعام جالإفطار معهن عند خروجهن في الصباح الباكر إلى مناطق رعي الأغنام حيث تقطن في ذلك المكان امرأة عجوز وحيده في كوخها الذي لا يزوره أحد.
وكانت وريقة الحناء كلما شاهدت تلك العجوز قابعة تحت ظل الشجرة القريبة من كوخها تلقي عليها التحية وتتقدم نحوها وهي تفتح رباط فوطتها الذي تضع فطورها بداخلة ثم تقتطع جزء منه وتقدمه للعجوز وهي تقول لها أطعمي من فطوري هذا يا جـده .
فتتناوله العجوز وهي تدعو لها قائلة :زادك الله فوق عقلك عقل
وكانت العجوز كلما أزداد الحك في رأسها الأشيب تنادي وريقة الحناء القابعة بالقرب منها وتقول لها القمل أكل رأسي ساعديني على التخلص منها .
فترد عليها وريقة الحناء بأدب: انتظريني ريثما أسوق الأغنام إلى المكان الخصيب وسأعود بعدها للتفتيش عن القمل في رأسك .
فتقول لها العجـوز مطمئنة :لا تتعبي نفسك يا بنيتي أجلسي وقولي أرعى وقرب وسترتعي الأغنام لوحدها وبعد أن تشبع ستجدينها بالقرب منك دون أن تكلفي نفسك عناء البحث عنها.
فتقول وريقة الحناء ذلك ثم تجلس بجانب العجوز التي تطاطئ لها رأسها ،وتبدأ بتقليب شعرها الأشيب بأصابعها وتبحث عن القمل وكانت كلما عثرت على قملة التقطتها بطرف أصابعها وهي تنظر إليها قائلة :هذه مثل قملة أمي .
فتسمع ذلك منها العجوز وتدعوا له