المذابح الإسرائيلية لا تتوقف ولن تتوقف بحصد الأرواح الأبرياء من الشعب الفلسطيني، ومشهد الطفلة هدى المذعورة والتي وجدت نفسها فجأة وسط حمام دم أغرق أفراد أسرتها، لن يكون المشهد الأخير، واستجداؤها «أباها بألا يتركها وحدها»، لن يكون الاستجداء الأخير من طفل فلسطيني، كثير من أطفال هذا الشعب ستضعهم المذابح الإسرائيلية في ذات المشهد، وسيكتفي العالم بالتعاطف معها خلال المشهد المحزن، ولا تعود لتحرك ضمير هذا العالم الخاضع لهيمنة الإدارة الأميركية التي شذت عن الأسرة الدولية ورفضت التنديد بجريمة الحرب التي ارتكبتها حكومة أولمرت.
والموقف الأميركي الذي يتطابق تماماً مع سياسة الإدارة الأميركية والتي تمارس مذابح بوحشية عالية لا تقل عن الوحشية الإسرائيلية فكلاهما يمارس ذبحاً بدم بارد، وذبحاً دون خشية من عقاب أو من احتمال تحرك مجلس الأمن الدولي عندما تتسارع تحركاته عندما تكون هناك مصلحة إسرائيلية، وعندما يكون الدم المستهدف دماً إسرائيلياً، فيعلو صوته وتصدر عنه البيانات والقرارات، والإدارة الأميركية بدفاعها عن مذبحة الشاطئ التي التهمت أسرة بكاملها، ولا ذنب لأفرادها سوى أنهم أرادوا أن يعيشوا للحظات بالقرب من الحياة بعيداً عن البؤس والفقر والسواد الذي كان وسيبقى الاحتلال السبب الرئيسي والمباشر، تعتبر شريكة أساسية وفاعلة في هذه المذبحة وفي المذابح الأخرى، وفي استمرار الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار الصراع وجوهره دون حل أو أي بادرة ومؤشر إلى إمكانية التوصل إلى تسوية.
بقلم فاطمه س ع
عضوة جمعية عش رجب تره العجب الثقافيه