"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الأحزاب 23)
برحيل الخطيب الشيخ الدكتور محمد باقر المقدسي فقد المنبر خطيباً مفوهاً عالماً محققاً جليلاً، يتسمُ بالإلتزام الديني المتورع والرقي الأخلاقي المسئول.
لم نلحظ فيه، رحمه الله تعالى، حضوراً للعصبيات ولا رضوخاً للإنفعالات أو نزوعاً للإسفاف.
في جانب الحزن، الذي تقتضيه المناسبات، كان شجياً مؤثراً ورزيناً. وهذه ملكةٌ رسخها الإخلاص الواضحُ في نطقه ونبرات صوته ومحيّاه.
وجدنا منه اتساماً بالمسئولية الشرعية الرشيدة الواعية، دون تكلُّفٍ أو إدعاء، وحفظاً لمقام الأعواد التي يرتقيها.
استمعنا إليه صغاراً منذ سبعينات القرن الماضي، من خلال مجالسه العاشورائية التي نرى أنها (اخترقت) إذاعة طهران العربي إبان فترة الشاه المقبور. وبعدها كان علماً من أعلام المنبر، إلى جانب عميد المنبر الراحل الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمهما الله تعالى.
عزاءنا أنه وفد على الكريم الرحيم، في يومٍ الغدير الذي هو يوم تجلٍ لرحمته تعالى لعباده.
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الفاتحة.