حكاية المثل موت ياحمار (أكرمكم الله)..
المثل هذا الناس تقول فيه وما تعرفش منين جاء وش الحكاية تاعه.. اليوم نحكيلكم حكايته...
كان كاين راجل حطّاب، فقير علي قد حاله كل ما يهز ساق تغرق الاخرى، كل يوم عنده حشاكم حمار يطلع بيه ويمشي للغابة يقطع الحطب، ويرجع يبيعه في السوق، وذاك المكان اللي يمشيله باش يحطب فيه بزاف خنابين وقطاع طرق .. وفي يوم من الايام وذاك المسكين يقص في الحطب والحمار تاعه خطرله قعد إينهق إينهق بصوت عالي وماحبش يبطل .. حتى هاك السراقة سمعو الصوت تاع النهيق، تبعوا الحسّ وصلو للمكان اللي فيه الحطاب .. مسكين الحطّاب دارو بيه مالجيهات الكل وفكّولو الحمار و الحطب، ....الحطّاب جرى و هرب منهم بالروح...
قعد يجري حتى وصل للمدينة، وهو حاير واش يعمل مورد الرزق الوحيد تاعه سرقوه ومولاش عنده علي شنو يجيب الحطب ولا عنده دراهم باش يجيب غيره ، طرف الدراهم اللي عنده مدهم و مشي للسوق تاع المدينة ...قال نشري حمار جديد نخدم عليه وربي يعوضني خير ... لكن الحمار اللي يحط عليه ليديه يلقاه غالي نار. راجل مايئسش وقعد يدور في السوق ويساوم علي قد مادار، مالقاش حمار على قد دراهمه.. حتى قريب يسكّر السوق والبيّاعة بدو يروّحو.
تلفت يلقى راجل فقير محتاج أعظم منه واقف وقدامه حمار مالقاش شكون يشريه منه.. مشاله قال الحطّاب : واش ما لقيتش شكون يشري منك هالحمار؟ قاله البيّاع : هالحمار أطرش وبكوش حد ماحب يشريه .. وأنا لازم نبيعه محتاج..
قاله الحطّاب : عندي هالدريهمات تاخدهم مني وتبيعلي الحمار ؟ فرح البيّاع وقاله يلا.. مبارك عليك.. ، عطاه الدراهم وهز الحمار وروّح للحوش..
لاقاته مرته يا راجل وينك خير! بطيت اليوم حيرتني عليك ؟ قالها يا مرا راهو صارلي وصارلي وحكالها حكاية السراقة والحمار..
قاللها بصح ذا الحمار يا مرا راهوراح يكون سبب سعدنا.... قالتله مرته حمار أطرش وبكوش كيفاش باش يكون سبب سعدنا؟ يا ناري على طياح سعدي.. قالها يا مرا انا نعرف اللي انتي ماتعرفيشي..
الحطّاب قال في نفسه أنّه الحمار بكّوش خير باش ماينهّقش، والسراقة وقطاع الطرق مايفيقوش بيه كي يمشي يحطب..هذا علاش قلها هالحمار سبب سعدنا...
هذيك المرأة نوحت نوحت علي اياماتها وغطت راسها ورقدت .. و الحطّاب قال لازم نعلّم الحمار حاجات وحركات باش يفهمني ويسمع كلامي..وقعد أيام وأيام وهو يعلّم فيه كيفاش يقدّم وكيفاش يوقف ويحفظ فيه في الطريق كيفاش يروح بروحه للحوش وءاك الحمار النافع ربي.....
وبعد ايامات سي الحطّاب ولّا يمشي للغابة يقص في الحطب ولا من يسمع بيه ولا من يعرف انه موجود.. والرزق تحرك في ايده..
وفي يوم من الايامات سي الحطّاب نسى ما ربطش الحمار، ياخي مشى سرح من مكان لمكان ، بين الشجر في الغابة وطلع من الغابة ودخل للمدينة حتى وصل للقصر تاع السلطان ،دخل للجنينة تاع القصر وبدا ياكل في الوريدات والعشيبات والشجر ، فاقو بيه الخدّم والتمو عليه وهما ينشو فيه.. اطلع ...أمشي... برة و الحمار شي مافهمش.. ولا طلع ولا عرفهم وآش يحبو ..ماهو أطرش وبكوش! السلطان طلع وجهه احمر و الغش باين في عيونه.. قال للحرس جيبولي مولاه وتقتلوهم الزوج الحمار ومولاه .. وطبعا ماكان حد يعرف مولاه ؟ في العادة الحمار كي إيسيبوه يعرف الطريق ويروح لدار مولاه وحده..
شدوه ضربوه يحبوه يروح باش يعرفو مولاه والحمار شيء مابغاش يتحرك ولا يمشي.. السلطان من الغيظ قال أقتلوه وعلقولي راسه في ساحة السوق .... قاله الوزير : يا سيدنا ما يجيش هكّا راهو حمار مايفهمش..
قال السلطان امالة نحب هالحمار تعلموه كيفاش يحترم السلاطين، جيبولي شكون يقدر يعلمه كيفاش يحترم السلاطين..
من غدويكا الصباح البرّاحة تدور في المدينة : وتنادي في الناس شكون يقدر يعلم الحمار كيفاش يحترم السلاطين؟ شكون يقدر يعلّم الحمار كيف يحترم السلاطين؟....
فتتكم بالحديث... ، نرجعو لسي الحطّاب بعد ما كمّل قصّان الحطب جاء باش يحطهم فوق الحمار مالقاشي مربوط في بلاصته، مسكين روّح بالحطب على كتافه للحوش، لاقاته مرته : ياسعدودي يا سعدي بيك، تقول الحمار باش يكون سبب سعدنا!!!... ياطياح سعدنا هاك مروح وهازز حملك وحمل الحمار فوق كتافك....
نرجعو للبرّاحة في البلاد يدودو ويعيطو: اللي يقدر يعلم الحمار طاعة السلاطين ؟ سي الحطّاب سمع الصياح قال خلي نطلع نشوف شنية الحكاية. ... لقى بزاف ناس دايرين بالحمار.. إررررررر. ...أشششش "حاشاكم" شي..و الحمار لا تحرك ولا تزحزح.... سي الحطّاب كي شافه عرف اللي الحمار تاعه ..ودار روحه ماعرفوش.. مشى وقال للسلطان يا سيدي السلطان أنا نقدر نتكلم مع الحمير ونفهمهم ويفهموني ونقدر نعلمه كيفاش يحترم سيدنا السلطان.. الناس قعدو حالين افامهم و يسمعو وحايرين... قلو السلطان : وريني كيفاش تقدر تتكلم معاه؟
الحطّاب طبعا الحمار تاعه وكي ماقلنا اول ماشراه قعد أيامات إيعلم فيه كيفاش يقدم وكيفاش يوخر وعلمه كيفاش يفهم حركات ايديه...... قرب الحطّاب من الحمار وقعد يحرك في يديه لوطة وذاك الحمار تبعه و برك لوطة ، رفع ايده لفوق و الحمار وقف علي رجليه .. الناس تتفرج و السلطان والوزراء والحاشية كلهم حايرين ويشوفو في عجب ربّي..
قلو السلطان : يعطك الصحة، لكن يحبلو وقت باش هالحمار يتعلم طاعة وإحترام السلاطين؟ قال الحطّاب ؛ يا سيدي الحمار يلزمو أقل شيء عشرة سنين باش يتعلّم إحترام السلاطين..
قال السلطان : أيه لكن كيفاش نعرفو إنه تعلّم وولّى يحترم السلاطين؟
قال الحطّاب : يا سيدي الحمار لما إينهق معناها رواهو إتعلّم يحترمك ولازم يقعد في اسطبل القصر باش يتعود علي حياة القصور وكل يوم يعمل دورة بجنب البحر.... وياحنا ذاك السلطان عطى للحطّاب جناح في القصر وعطاه بزاف دراهم. ..
روّح لمرته قاللها يا مرا مش قتلك راو هالحمار راح يكون سبب سعدنا؟ قالتله :يا راجل كيفاش سبب سعدنا؟ في إيدك عشرة سنين باش ينهق وهو بكوش واطرش و السلطان وقتها يقطعلك راسك!
قالها : موت ياحمار من ضروك لعشرة سنين يانموت انا يا يموت السلطان يا يموت الحمار وانا نعيش في العز لذاك الوقت.
هذه أصل حكاية المثل الشعبي موت ياحمار ..
وان شاء الله تكون عجبتكم الحكاية وحكايتنا طابة طابة والعام الجاي تجينا صابة