القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم
رفعت سيد أحمد: استهداف حزب الله منزل نتنياهو خطوة جريئة وتحول نوعي يُظهر أن الصراع بات مفتوحاً على كل الاحتمالات
د. خالد العزي: إرسال هذه الطائرات باتجاه مناطق حساسة يعكس جهوزية قتالية عالية وإمكانية استهداف مواقع إسرائيلية مهمة
نيفين أبو رحمون: سابقة تاريخية في المواجهة مع إسرائيل وحزب الله نجح في نقل المعركة إلى الأراضي المحتلة بطريقة مدروسة
عزيز العصا: لا الجغرافيا ولا التحصينات ولا القوة العسكرية الهائلة قادرة على حماية سكان إسرائيل
أسامة الشريف: نجاح المسيّرة في الوصول إلى هدفها وإرباك منظومة الدفاع يمهد لدخول المواجهة مرحلة أكثر إيلاماً لإسرائيل
د. عبد الله نعمة: استهداف منزل نتنياهو يأتي في سياق توسيع الحرب ورسالة واضحة لنتنياهو بإمكانية تصفيته وأنه بات تحت الرصد العسكري
استهل حزب الله المرحلة الجديدة من المواجهة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمة منزل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو في قيسارية بمسيرة انقضاضية، تمكنت من تخطي الدفاعات الجوية والمقاتلات الحربية والمروحيات، وأصابت هدفها.
وأجمع كتاب ومحللون وخبراء في أحاديث لـ"ے" على أن هذا الهجوم نوعي وخطوة جريئة ويعكس نجاح حزب الله الاستخباري وتمكنه من التعافي من الضربات المؤلمة التي استهدفت قياداته، ومهاجمة أهداف استراتيجية حساسة في دولة الاحتلال، حيث فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من إسقاط الطائرة، التي أصابت هدفها.
ويأتي هذا الهجوم المهم على منزل نتنياهو بعد الهجوم النوعي بذات النوع من المسيرات، الذي استهدف قاعدة بنيامينا جنوب حيفا واستهدف عشرات من جنود النخبة في الجيش الإسرائيلي أثناء تناولهم طعامهم، ما أوقع أربعة قتلى في صفوف الجنود، وإصابة نحو سبعين آخرين.
حزب الله لا يزال رقماً صعباً في المعادلتين السياسية والعسكرية
واعتبر الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير الاستراتيجي والمفكر القومي المصري استهداف حزب الله لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة جريئة وتحولاً نوعياً في الصراع مع إسرائيل، معتبراً أنها تجسد المرحلة الجديدة التي وعد بها حزب الله جمهوره والشارع العربي.
وأوضح أحمد أن هذه العملية، بالرغم من كونها رمزية، تحمل دلالات عميقة بأن حزب الله لا يزال رقماً صعباً في المعادلتين السياسية والعسكرية، وأن تجاهله سيكون خطأ كبيراً، خصوصاً في ظل قدرته على تقديم بدائل سريعة وفعالة للقيادات.
وأشار إلى أن العملية تحمل رسالة واضحة بأن القادة الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو، قد يكونون أهدافاً مباشرة في الصراع، في رد مشابه لاستهداف القيادات الفلسطينية والعربية.
كما أوضح أن هذا الاستهداف يُظهر أن الصراع بات مفتوحًا على كل الاحتمالات، حيث لم يعد هناك "سقف للرد".
وأضاف أحمد: "إن العملية تشير إلى أن حزب الله يمتلك إمكانيات ومعدات عسكرية جديدة قد تجعل من الصعب على إسرائيل كشفها بسهولة، ما ينذر بمرحلة مقبلة من استهداف قادة الجيش والسياسيين الإسرائيليين.
وفي ما يتعلق بملف الأسرى، أشار المحلل المصري إلى احتمالية التضحية بهذه الورقة من الجانبين في ظل التصعيد، ما يعني أن الأيام المقبلة قد تشهد تحولات جذرية في مسار الصراع.
وتوقع أحمد أن الحرب الحالية ستستمر على الأرجح لما بعد شهر رمضان القادم، وأن حزب الله سيفي بوعده بتصعيد مستويات المواجهة، الأمر الذي قد يغير المعادلة الإقليمية بشكل كبير.
رسالة من إيران وليس من حزب الله
من جانبه، أكد المحلل اللبناني والخبير في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية الدكتور خالد العزي أن الاستهدافات الجديدة بالطائرات المسيرة تحمل رسالة واضحة في إطار الصراع الحالي، مشيرًا إلى أن الميدان هو من سيحدد أية تسوية محتملة في ظل المفاوضات المقبلة.
وأوضح أن إرسال هذه الطائرات باتجاه مناطق حساسة، مثل منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعكس جهوزية قتالية عالية وإمكانية استهداف مواقع إسرائيلية مهمة، مضيفاً: "إن المسيرات سوف يستخدمها نتنياهو ضد لبنان بطريقة شرسة".
وأشار العزي إلى أن عدم تبني حزب الله للعملية بشكل مباشر، إضافة إلى عدم الرد الإسرائيلي، يوحي بأن الرسالة موجهة من إيران وليس من الحزب، ما دفع إسرائيل لتحويل انتباهها نحو إيران كجهة مسؤولة عن التصعيد.
وأضاف العزي: إن إيران تحاول من خلال هذه التحركات إرسال رسالتين: الأولى أنها مستعدة للتفاوض بشرط وقف إسرائيل لإطلاق النار في غزة ولبنان، والثانية أنها قادرة على ادخال سلاح جديد إلى ساحة المعركة.
رغبة إيرانية في التصعيد العسكري لتحقيق مكاسب تفاوضية
وأوضح أن الطائرات المسيرة التي استخدمت في هذه الضربات هي جزء من هذا السلاح الجديد، ما يعكس رغبة إيران في رفع مستوى التصعيد العسكري لتحقيق مكاسب تفاوضية.
وربط العزي هذه الرسائل بما صرح به مسؤولون إيرانيون في مقابلاتهم، حيث عبروا عن استعدادهم للتفاوض مع الولايات المتحدة عبر باريس، رغم تراجع بعض هذه التصريحات لاحقًا تحت ضغط داخلي.
وأكد أن إيران تشعر بالخوف الفعلي بعد تصعيد العمليات الإسرائيلية، لكنها تسعى لإظهار أنها لا تزال قوية ولم تنهزم، بالرغم من الضربات الموجهة لها، مثل اغتيال يحيى السنوار في غزة، والذي يمثل ضربة للحرس الثوري الإيراني.
وأكد العزي: إن إيران رغم تعرضها لضربات في لبنان واستهداف بنيتها التحتية ومخازن حزب الله، إلا أنها تحاول الاستمرار في الصراع، وتستعد للتفاوض، ولكن على أساس يظهر أنها لا تزال قوة عسكرية حاضرة في الميدان.
المرحلة الجديدة التي أعلنها حزب الله
بدورها، قالت الكاتبة السياسية نيفين أبو رحمون: إن محاولة استهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعد سابقة تاريخية في المواجهة مع إسرائيل، مشيرة إلى أن هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الجديدة التي أعلن عنها حزب الله ضمن معادلة المواجهة.
وأضافت أبو رحمون: إن المسيّرة الانقضاضية التابعة لحزب الله اخترقت الأجواء الإسرائيلية بعمق 70 كيلومترًا، وصولاً إلى قيساريا، حيث استهدفت مقر إقامة نتنياهو، ولم تتمكن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من إسقاطها.
وطرحت تساؤلاً حول مكان وجود نتنياهو خلال العملية، مؤكدة أن الإعلام الحربي الإسرائيلي فرض حظرًا على نشر أي تفاصيل حول ذلك.
وأوضحت أن وجود نتنياهو داخل المقر المستهدف كان سيشكل إهانة كبيرة للمنظومة المعلوماتية الإسرائيلية ويمثل فشلاً استخبارياً ذريعاً، ما دفع إسرائيل إلى نشر سردية إعلامية تفيد بأنه كان خارج المبنى لتقليل الضرر على المستوى الاستخباري.
وأكدت أبو رحمون أن حزب الله نجح في نقل المعركة إلى الأراضي المحتلة بطريقة مدروسة، مستخدمًا معلومات دقيقة عن مقر إقامة نتنياهو وتجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأضافت: إن حزب الله، رغم الفجوة في الإمكانات مقارنة بإسرائيل، لا يزال قادرًا على تحقيق هجمات مباغتة بجودة عالية.
وتابعت: إن إسرائيل تبدو الآن هشّة أمام حركات المقاومة، التي استطاعت اختراق حدودها وأصبحت لاعبًا مركزيًا في معادلة الردع الإقليمية، على الرغم من الدعم الأمريكي الكبير الذي تتلقاه.
وأشارت إلى أن حزب الله أثبت خلال الأيام الأخيرة أن إسرائيل بالغت في احتفالاتها بإنجازاتها، وما زال الحزب يخفي الكثير من قدراته.
السلام هو الضمان الوحيد لاستقرار المنطقة
وقال الباحث والكاتب المقدسي عزيز العصا: إن هذا اليوم، وفي ظل تصاعد وتيرة الحرب، يذكّرنا بما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، عندما أطلق العراق 39 صاروخاً على إسرائيل. حينها قال بوش: "على إسرائيل أن تفهم أن الجغرافيا لن تحميها".
وأضاف العصا: إن هذا التصريح جاء على أساس أن السلام بين جميع أطراف الصراع هو الضمان الوحيد لاستقرار المنطقة، خاصة إسرائيل.
وأكد العصا أن الحرب على غزة ولبنان دخلت عامها الثاني، مشيرًا إلى أن ما حدث اليوم يشير بوضوح إلى أن شعار حكومة نتنياهو بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق "النصر المطلق" على الفلسطينيين واللبنانيين هو تفكير غير منطقي.
وأوضح أن هذين الشعبين عصيان على "الإخضاع" الذي يعتقده نتنياهو، وأن صمودهما الأسطوري في وجه القوة المفرطة التي تستخدمها إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، يشكل رسالة واضحة.
إسرائيل تخوض حرباً مغايرة لكل حروبها السابقة
وأشار العصا إلى أن إسرائيل تخوض، منذ 13 شهراً حرباً مختلفة عن كل حروبها السابقة، كونها حرب عقول وإرادات، وأن إرادة الشعبين الفلسطيني واللبناني عصيّة على الكسر.
وأضاف : "لا الجغرافيا ولا التحصينات ولا القوة العسكرية الهائلة قادرة على حماية سكان إسرائيل مهما كان مستواهم".
مجلة كشف الحقائق الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري