#القطة
في ليلةٍ عاصفة , وقبل ان يخلد اريك للنوم سمع طرقاً على بابه ..
- من سيأتي بهذا الوقت المتأخر ؟!
وحين اقترب من بابه الخارجي , انتبه على كلبته وهي تحتضن صغارها الثلاثة وتنظر ناحية الباب بخوفٍ واضح ! فقال لها :
- مابكِ اليسي ؟ لا تقلقي , ربما كان صديقي
لكن قبل ان يفتح الباب .. بدأت الكلبة تصدر اصواتٍ شرسة وكأنها تستعدّ للهجوم على طريدة , بعد ان خبّأت جرائها خلفها !
- اهدأي اليسي ... سأفتح الباب .. هيا اجلسي .. قلت اجلسي اليسي !!
فجلست الكلبة وهي مازالت تراقب الباب برعب ..
وحين فتحه شاهد قطةً سوداء تجلس عند بابه , وتحاول تدفئة نفسها بدوّاسة الباب .. فأسرع اريك بحملها وإدخالها المنزل , ثم وضعها قرب المدفأة على بعد متر من فراش كلبته التي كانت تنبح عليها بغضب ..
فقال لها مُعاتباً :
- اليسي كفى !! ان لم تهدأي سأرميك خارجاً
فهدأت الكلبة , لكنها ماتزال خائفة على جِرائها من هذه القطة ! التي قام اريك بإطعامها السردين , بعد ان غطّاها بكنزته القديمة ..
ثم ذهب للنوم , بعد ان أوصى كلبته :
- ايّاكِ ان تؤذي القطة .. هل فهمتي اليسي ؟!!
فعادت الكلبة تزمجر بصوتٍ منخفض , وكأنها تكتم غضبها بصعوبة !
***
في صباح اليوم التالي .. استيقظ اريك على عراكٍ حادّ بين الكلبة والقطة ..فأسرع للصالة ليشاهد شيئاً غريباً ! حيث وجد كلبته غاضبة ومنصدمة من موت إحدى جرائها , بينما كانت القطة تراقب الوضع من بعيد
فأسرع اريك بحمل الجروّ , ليجده ميتاً بسبب جرحٍ عميق في رقبته .. فنظر الى القطة مندهشاً :
- هل عضتّي الجروّ الصغير ؟!
لكن القطة أكملت طريقها نحو المطبخ دون اكتراث .. بينما ظلّت الكلبة تلعق جرح ابنها وهي تصدر أنيناً حزيناً .. وكذلك اخويه كانا منصدمين من موته المفاجىء !
وقد قام اريك بدفن الجروّ في فناء منزله , بينما وقفت امه (الكلبة) بقربه وهي تراقب عملية الدفن بحزنٍ شديد ..
***
وتكرّرت الحادثة في اليومين التاليين .. ومات كلا الجروين بعضّة في رقبتهما .. فهل يعقل ان القطة تغافل الأم لتقتل صغارها ؟! ام ان الكلبة تقتل ابنائها بنفسها ؟! .. الأمر يبدو غير منطقياً !
وبعد دفنه للجروّ الثالث تكلّم مع صديقه على الهاتف , وأخبره بأنه يفكّر بإرسال القطة الى ملجأ للحيوانات الضالّة لأن تصرّفاتها الغريبة تغضب كلبته التي عاشت معه لسنواتٍ طويلة..
وأثناء هذه المكالمة , كانت القطة تراقبه من بعيد وكأنها تتنصّت عليه !
***
لكن اريك إضّطر لتأجيل موعد تخلّصه من القطة بسبب عاصفة ثلجية مفاجئة ضربت المنطقة , وقد طلبت البلدية من السكّان ملازمة منازلهم الى ان تمرّ العاصفة بسلام
وفي المساء .. قام اريك بإطعام القطة , كما إجبر كلبته على تناول بعض الطعام لأنها امتنعت عن الأكل بعد موت جرائها ..
ثم ذهب للنوم بعد ان أضاء لهما المدفأة ..
***
لكنه عاد وسمع نباح كلبته في منتصف الليل , وكان حينها مرهقاً للغاية ..
فقال في نفسه قبل ان يعاود النوم :
- هآقد تشاجرا من جديد , عليّ التخلّص من هذه القطة المشاغبة قبل ان أُجنّ منها انا وكلبتي اليسي ..
***
وفي الصباح .. وجد القطة نائمة قرب المدفأة , لكن لا يوجد أثر لكلبته في أرجاء المنزل !
وبعد ان شعر بالقلق , خرج من منزله ليرى كلبته مُجمّدة قرب الباب
#تابعوني