الحقيقة أن الطبيب يجب أن يكون مستغنيًا اقتصاديا... يجب أن يكون فى أمان مادى حتى يعطى المهنة حقها، وقد كان الجراح الأمريكى العظيم ويليام هالستد ثريًّا من الأصل.. ثريًّا لدرجة أنه كان يرسل قمصانه لكيها فى فرنسا لأن (مكوجية) أمريكا لا يروقون له!! وهذا جعله يتفرغ لتطوير علم الجراحة.. وهو من ابتكر جراحة استئصال الثدى وجراحة الفتق الإربى ومبتكر جفت البعوضة. إلخ. طبعًا لا يمكن أن يكون كل طبيب فى ثراء هالستد، لكن يمكنك أن تعطيه معيشة كريمة كما فى إنجلترا، حيث لا توجد عيادات خاصة إلا فى شارع هارلى، بينما يعطى الأطباء كل ما لديهم فى المستشفيات، ولهذا يمكن القول إن إنجلترا وفرنسا أممتا الطب دون أن تكونا شيوعيتين.
صديقى بلغ الكمال فى علمه لأنه غير مشغول بمواعيد العيادة، والحاجة عفاف التى أصابها الصداع، والركض بين المستشفيات الخاصة، ويمنح ما لديه من علم للأطباء الشباب ولا يبخل به.
د. #أحمد_خالد_توفيق
من مقال لاعب الشطرنج