#سلسلة_خالد_بن_الوليد الحلقة(41 ) #فتح_الحيرة 2
وقفنا أمس عندما سمع آزاذبه بموت أبنه والخيالة التى كانت معه فهرب من الحيرة الى كتسفون وكتب الى بهمن يعلمه بالامر وتُركت الحيرة الى العرب النصارى.
تابع خالد بن الوليد تقدمه نحو الحيرة ونظراً لتوقع خالد حدوث مقاومة عنيفة في الحيرة قرر أن لا يقترب منها جبهياً فحرك جيشه والتف نحو اليسار مبتعداً عن الحيرة من جهة الغرب وظهر في (الخورنق ) وهى مدينة مزدهرة تبعد ثلاثة اميال شمال وشمال غرب الحيرة ثم اجتاز خالد الخورنق واقترب من الحيرة من الخلف وعندما دخل المدينة لم يلق اية مقاومة وكان جميع السكان في المدينة لم يهربوا ولم يقاوموا لذا فأن جنود المسلمين تركوهم بدون مضايقة عندما تغلغلوا في المدينة.
وسرعان ما تبلور الموقف لخالد بن الوليد, فقد كان موقف المدينة بين السلم والحرب فالحيرة كانت مدينة مفتوحة وبإمكان المسملين الاستيلاء عليها لكن قلاع الحيرة الاربعة التى كل واحدة منها تضم حامية من العرب النصارى ويقودها زعماء عرب كانت مستعدة للدفاع والقتال من اجل ذلك فكان واجب على خالد أن يقاتلهم لكي يفتح هذه القلاع .
كانت كل قلعة من القلاع الاربع تشتمل على قصر يعيش فيه قائد القلعة وكانت كل قلعة تسمى باسم القصر الموجود فيها وهذه القلاع هي كالتالي : ( القصر الابيض وفيه إياس بن قبيصة ملك العراق ) ( وقصر العدسيين وفيه عدي بن عدي ) (وقصر بني مازن وفين بن اكال ) (وقصر بن بقيلة وفيه عمرو ابن عبد المسيح ).
فأرسل خالد بن الوليد جزءاً من جيشه ضد كل قلعة من القلاع بإمرة قائد مرؤوس وهؤلاء القادة الذين حاصروا القلاع هم حسب الترتيب الذي ذكرت فيه القلاع بالاعلى : (ضرار بن الازور) و(ضرار بن الخطاب) و(ضرار بن المقرن) و( المثنى بن حارثة) .
ولكن خالد امرهم اولاً قبل ان يقاتلوهم ان يكلموهم الاول عن الدخول في الاسلام او دفع الجزية او الحرب وان يعطوهم مهلة يوم واحد للتفكير في الامر , وتحرك القادة الاربعة مع قواتهم وحاصروا القلاع وأبلغوا الحاميات الانذار , ولكن في اليوم التالي رفض العرب النصارى الانذار وبدات القتال.
كان ضرار بن الازور أول من شن الهجوم ضد القصر الابيض ووقف المدافعون على فتحات القلعة وبدؤوا بإطلاق السهام على المسلمين واستخدموا المنجنيق لقذف كرات من الطين على المسلمين , فقرر ضرار بن الازور تدمير المنجنيق فشق طريقه إلى الامام مع مجموعة مختارة من رماة السهام دفعة واحدة على سدنة المجنيق فقتلوا جميعاً بالاضافة الى عدد كبير من رماة العدوا أيضاً وانسحب الباقون بسرعة من فتحات القلعة.
وحدث تبادل في رمي السهام في القلاع الاخرى ولكن لم يكن لديهم منجنيق كما في القصر الابيض , ولم يمضي وقلت طويل حتى عرف اصحاب القلاع انهم مهزومون لا محالة فطلبوا جميعهم التسليم واتفقوا على ارسال رجل واحد منهم جميعاً يتكلم باسم القلاع الاربع وكان هذا الرجل هو زعيم قصر بن بقيلة عمرو بن عبد المسيح.
خرج عمرو بن عبد المسيح من قلعته وسار باتجاه المسلمين وكان يسير ببطئ لانه كبير السن وكان له مكانة بينهم , أقترب هذا الرجل من خالد بن الوليد وعندما توقف جرى بينه وبين خالد بن الوليد حوار ويعتبر اغرب حوار جرى تم تسجيله من قبل المؤرخين وعلى كلٍ ليس له فائدة لذكره , انتهى هذا الحديث الطويل ثم دخل خالد في اصل الموضوع وقال له#
إنى ادعوكم للإسلام فأن قبلتم تدخلوا ديننا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وإذا أبيتم فالجزية وإذا رفضتم دفع الجزية فإنني والله قد جئتكم بقوم هم أحرص على الموت منكم على الحياة , وتم الاتفاق على دفع الجزية وانتهت المحادثات .
وفي منتصف شهر ربيع الاول كتبت شروط الاستسلام ووقع الاتفاق وفتحت القلاع ابوابها وعاد السلام الى الحيرة وقد تم تحقيق المهمة التى اسندت لخالد بن الوليد من قبل خليفة المسلمين ابو بكر الصديق الا وهى فتح الحيرة وصلى سيدنا خالد بن الوليد صلاة الفتح ثمان ركعات , ووفقاً للإتفاقية كان على اهل الحيرة ان يدفعوا الى الدولة الاسلامية مائة وتسعين الف درهم كل عام وان يعملوا كعيون للمسلمين ....
ولما تم لسيدنا خالد فتح الحيرة انصرف الى اخضاع اجزاء اخرى من العراق مبتدئاً بالاقاليم القريبة اليه فكتب الرسائل الى رؤساء هذه الاقاليم إما الدخول في الاسلام اول دفع الجزية أو الحرب , فاختارت جميع الاقاليم المجاورة للحيرة دفع الجزية والعيش تحت حماية المسلمين وتم كتابة الاتفاقيات وهذه العهود ....
لم يبقى سوى بهمن الذي اصبح قائد عام للفرس في كتسفون فأصبح ينظم القوى لانه يعلم ان خالد ربما ياتيه في اي وقت , كما أن خالد سيطر على هذه المنطقة بجميع خيالته وقد جعل خالد بن الوليد الحيرة قاعدة له وأرسل الجيوش الى اواسط العراق حتى دجلة ومن كان يقاوم يقتل وعقدت الاتفاقيات مع الذين قبلوا الجزية وكانت هذه القوات قد أسند خالد إمارتها الى كل من ضرار بن الازور والقعقاع بن عمرو والمثنى بن حارثة وفي منتصف ربيع الثاني 12 هجرية أصبحت المنطقة بين النهرين خاضعة للمسلمين.
في الحلقة القادمة فتح الانبار وعين التمر ان شاء الله