..... رجل صياد سمك كان عنده بنت صبية رائعة الجمال ماتت امها فتزوج امرأة اخرى وكانت شريرة ومكروهه وكانت عندها بنت قبيحة المنظر وحمقاء من زوجها السّابق
في يوم من الايام اتى الرجل بصيد وفير للبيت وطلبت زوجته من عائشة غسل السمك وتقشيره وطبخه لهم .
وبينما هي منهمكة في عملها وتغني كعادتها سمعت صوت ضعيفا فتعجبت ونظرت حولها لكن لم تر أحدا
قالت في نفسها: لعله صوت أحد القطط التي تبحث عن طعام.... لكن تكرّر الصوت وهذه المرة كان أكثر وضوحا ولمّا نظرت أمامها رأت سمكة غريبة الشكل تكلمها وقالت لها ّ:
انت بنت طيبة وكريمة وانا إبنة ملك الأسماك، ولقد أوصاني بعدم ترك الأعماق لكني لم أسمع كلامه وصعدت إلى السطح وأعجبني الهواء النقي وصيحات الطيور وسبحت حتى علقت في الشبكة مع رفيقاتي وأرجوك أن تطلقيني فلا شك أن أبي قد تحير لغيابي
قالت لها حينما تهب الريح الشمالية ألقيني في البحر فستحملني إلى مملكتنا وسوف أرد لك معروفك
انتبهت عيشة من شرودها وتساءلت كيف تتكلم الأسماك هذا والله عجيب
أخبرتها السّمكة أن للبحر أسراره وكل مخلوق قي الأرض له ما يقابله في البحر
تركت عيشة عملها ووضعت السّمكة في إناء مليئ بالماء وذهبت للبحر ولما هبت ريح الشمال أخرجت لها قوقعة صغيرة وقالت: إذا إحتجت شيئا عليك فقط أن تعلّقيها في إتجاه تلك الريح ستخرج منها موسيقى جميلة وأكون عندك
رمت عيشة السمكة في البحر ثم رجعت تجري للبيت لتكمل عملها وخافت أن تفطن لها زوجة ابيها لكن حين خرجت البنت إلى البحر، جاءت تلك المرأة ولم تجدها فحقدت عليها
وقررت تنتقم منها وتشكوها لأبيها حتى يضربها ويحبسها دخلت عيشة البيت وأخذت خيطا ربطت فيه القوقعة وعلقتها في رقبتها وإنهمكت في العمل جاء أبوها وقد لاح عليه الغضب
لكن لمّا رآها تعمل بجد هدأت ثائرته
وقال لها: هيا أسرعي وإلا تأخرنا عن الطعام ولا تنسي أن تعجني لنا خبزة شعير
تسللت زوجة الأب إلى المطبخ وزادت الملح في الطعام والخبز ولما أكل أبوها غضب منها وإتهمها بالإهمال وقلب القدر ورمى الخبز على الأرض وقال لها : هات القلة فأنا أشعر بالعطش لكنها وجدتها فارغة ،
قالت لها زوجة الأب : إملئي الدلو من البئر واحمليه وحدك عقابا لك
لم تعرف عيشة أنها هي من أفرغ القلة أحست بالدموع تجري على خديها فمنذ أن ماتت أمها وهي تعيش أياما قاسية لا تطاق ،ولم تكن لها ما تفعله إلا الصبر
وصلت عيشة للبئر لك