بعد تولي السلطان السيد سعيد بن تيمور الحكم وجد أن العالم يعاني معاناة شديدة في وطأة الأزمة الإقتصادية التي تجتاحه , لذلك إختط لنفسه سياسة مالية إتسمت بعدم تحميل البلاد بما لا تطيق من الديون , لأن الديون هي مكمن الداء حيث تخلق وضعاً يسمح بالتدخل في شؤون البلاد من قبل الدول الدائنة , لذلك قرر بأن ينفق في حدود إمكانات دولته وإلتزم بتسديد ما على الدولة من ديون.
كما إتخذ خطوات لتدعيم علاقاته الخارجية فقام بجولة في عام 1937م زار فيها اليابان والولايات المتحدة الإمريكية وإجتمع مع رئيسها روزفلت الذي إستقلبه وتبادل معه الهدايا , فكان أول حاكم عربي يزور الولايات المتحدة الإمريكية ومنها سافر إلى بريطانيا حيث إستقبله ملكها جورج الخامس ثم إنتقل إلى فرنسا فايطاليا وأخيراً الهند التي عاد منها إلى مسقط . وفي عام 1944م قام برحلة إلى مصر وإستقبله ملكها فاروق ثم زار القدس عاصمة فلسطين .
وفي عهد السلطان السيد سعيد بن تيمور ثم حدثان كبيران أولهما هو حل الخلافات التي كانت قائمة مع المملكة العربية السعودية حول واحة البريمي إيمانا منه بوحدة التراب العماني , أما الحدث الثاني فهو منح شركة تنمية نفط عمان إمتيازاً للتنقيب عن النفط في السلطنة , وفعلا تم إكتشاف النفط وبدأ تصديره منذ أغسطس عام 1968م .
وقد وفر الحدث الأول الهدوء بالنسبة للجبهة الداخلية , كما وفر الحدث الثاني الدعم المالي لبدء نهضة إقتصادية شاملة لم تلبث أن بدأت في عهد إبنه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي تولى مقاليد الحكم في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م ومرحلة جديدة ومتميزة في تاريخ عمان .