17/09/2021
21:46
#فداء الجزء الثاني
الفصل التاسع عشر (19)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيد الاولين والاخرين وإمام المتقين و شفيع المذنبين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين و صحابته اجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
اخدت الجريدة من لطفية ورأيت صورتي مع سلمى في المطعم فقالت لطفية : سأدعو الصحافة الى هنا ونجري معهم حوار و يأخدون لنا الصور ليعرف الناس ان خضر الحداوي لديه ثلاثة زوجات جميلات .
فقلت لقد أصبحت علامة تجارية إسمعي يا لطفية انا لا أحب الإعلام وهيا بنا لندهب الى الصحافي الذي نشر الصور ، خرجت من البيت دون تناول الفطور وصلنا الى مقر الجريدة و دخلنا الى مكتب المدير و رميت الجريدة في وجه المدير و قلت من اين لك هدا
الحق تنشر صور الناس و تتدخل في حياتهم الخاصة ؟
وفجأة دخلت سلمى فقال المدير : مرحبا سيدتي
فقالت سلمى للمدير انت مطرود من عملك كيف تسمح
ان ينشر هدا ؟ فخرج المدير فقالت : تفضل سيد خضر
تفضلين سيدة لطفية وحتى الصحافي الذي جلب الخبر طردته و ستجمع الجرائد من السوق و اعتذر منك كثيرا السيد خضر وكدلك السيدة لطفية .
لطفية : أشك انك انت من دبر هدا و سأرفع دعوة قضائية ضد جريدتكم .
سلمى : هدا حقك سيدة لطفية
فقلت : مع السلامة .
اخدت لطفية و خرجنا من مقر الجريدة و أقود السيارة
فقالت لطفية : عرفت سلمى كيف تلعب بعقلك يا خضر
لأنك رجل متزوج بثلاثة نساء و تتركهن و تدهب الى عاشقتك .
فقلت : مادا تقولين يا لطفية هي ليست عاشقتي لم يحصل بيننا شيء .
لطفية : و كأن الشيطان بدء يوسوس لك يا خضر
إبتعد عنها و أريح نفسك و أريحنا معك .
فلم انطق بكلمة فقالت : كيف تتركني أكلمك دون أن ترد عليا و تظل ساكنا ما بك يا خضر ؟
هل أحببت هده الافعى ؟
وصلنا الى البيت و قبل أن تنزل من السيارة قلت لها كلامك معقول يا لطفية و سأبتعد عنها بعد الذي عملته
لطفية : إسم الله. عليك يا أسدي .
فقلت : وانا اسمع كلامك يا غزالي .
فقالت هيا لندخل الى المكتب و أكتب لي توكيل لأرفع دعوة ضد الجريدة .
فقلت هيا اسرعي يا لطفية وكتبت لها التوكيل و جلست مع أمي فقالت ما الذي فعلته معك هده الفتاة ؟
بسبب صورك مع هده الفتاة في الجرائد تسبب لك المشاكل هل تحبها ؟
فقلت : نعم يا أمي .
فقالت تزوجها و اريح نفسك و هده الجريدة لن تفتح ابوابها ثانية .
فقلت : إن تزوجتها الان فستندلع حربا أهلية و الخاسر
الوحيد فيها هو إبنك خضر و ستندلع هده الحرب بين دولتين عضمتين ، فضحكت أمي وقالت مادا تقول ياخضر ؟ فقلت : لطفية بمفردها دولة وكدلك سلمى
قضينا أسبوعين مع أمي لم ارى فيهم سلمى و لم اكلمها حتى في الهاتف و إتصلت بي عدة مرات فأبيت
ان اجيبها مما جعل لطفية في غاية السعادة و لم نغادر إسطمبول حتى شمع مقر الجريدة ثم عدنا الى الشاوية تناولنا الغداء و أخذت قيلولة بعدها قابلت خالد و مراد في المكتب و جلسنا نتكلم حتى طرق علينا الباب لنتناول العشاء و أثناء العشاء كانت لطفية تقول علينا أن نحضر كل ما يخص الزفاف لنفرح بنفيسة و مراد
فقلت على بركة الله ثم جاء مصطفى و قال سيد خضر رجال المجلس في إنتظارك فقلت سألحق بك يا مصطفى ثم قلت إعملوا حساب أهل القبيلة جميعا سيحضرون هدا الزواج ثم خرجت .
دخلت الى صالة المجلس و القيت التحية كالعادة فكانت سلمى حاضرة و كانت عيونها تقول لمادا تتهرب مني يا خضر .
فقلت صلوا على رسول الله
فصلى الجميع على رسول الله
فقلت كم إشتقت إليكم يا اهل قبيلتي و كم إستقت للجلوس بينكم فقال رجل و نحن كدلك يا سيد خضر إعتدنا على أخذ الحكمة منك .
فقلت كل بن آدم خطائين و خير الخطائين الثوابين قد تأتيك الفرصة و يكون بجانبك الحظ لكن التصرف الخطأ في الوقت الخطأ يجعلك تفقده الى الأبد لأن الدنيا ادا أرادت أن تأتي إليك قد تأتي إليك بخيط صنارة صيد و ادا أرادت أن تغادرك فلن ترغمها ولو ربطتها بسلاسل من حديد .
هدا رجل كان يسكن بجانب نهر الفرات بالعراق و كان يصطاد السمك من النهر و يبيعه في السوق ليطعم اهل بيته و مرت عليه ثلاثة أيام لم يصطاد شيئا و في اليوم الرابع رمى صنارته و ظل ينتظر فعلقت الصنارة في قاع النهر فغطس في النهر ليرى ما يمسك صنارته
فوجده صندوقا كبيرا حديديا فأخرجه و وضعه بجانب النهر و فتحه فكان مملوئا بالدهب فقال إن اخدته الى البيت ربما زوجتي تفشي سر هدا الصندوق
فأحضر سلاسل حديدية و ربط الصندوق وراء البيت و
أخفى الاتر و كان هدا الصياد كل يوم يأتي الى الصندوق و يأخد قطعة ذهبية و يشتري بها ما يلزم بيته و عاش هكدا ثلاث سنوات و في يوم ممطر مليئ بالعواصف
كان هو يجلس مع أبناء و يتناولون حساء الشعير و في صباح الغد دهب الصياد كعادته الى وراء بيته ليسحب الصندوق من النهر فوجد الصندوق اصبح في خبر كان و لم يبقى إلا السلسة الحديدية فضحك هدا الرجل و قال كلمته المشهور التي أصبح جيلا بعد جيلا يرويها (ادا أرادت أن تأتي إليك الدنيا فإنها تأتي إليك بخيط صنارة و ان أرادت أن تدهب فتقطع السلاسل الحديدية و ترحل )
علينا أن نتعلم من هدا المثل و نقدر الشيء الذي بين أيدينا و نحافظ عليه و صل الله و سلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه .
ثم إنفض الجمع فظلت سلمى في مكانها و لم تتحرك
فقلت لها كيف حالك يا سيدة سلمى ؟
فقالت الحمد لله لمادا تتهرب مني يا خضر ؟ ولم ترد على هاتفي و لا على الرسائل ؟
فقلت لها لدي أعمال كثيرة و لا اتهرب منك .
فقالت : ادا نتعشى سويا الليلة و نتحدث كم إشتقت الى حديثك .
فقلت لها لن أتناول معك العشاء ربما يكون هناك أحد الصحافيين و يأخد لنا صورا و ينشرها في الجرائد فيرونها اهل القبيلة و نظرت في عيونها فرأيت الدموع على خدها فقامت من مكانها و إنحنت أمامي و قبلت قدماي و قالت سامحني يا خضر على ما حصل .
فدخلت لطفية فرأتها تقبل قدماي فأحرجت سلمى من الموقف فقامت .
لطفية : اهلا بك سيدة سلمى غدا ان شآء آلله لدينا حفل زواج هنا و انت من المدعوين .
سلمى : ان شاء الله تصبحون على خير .
إنصرفت سلمى فقالت لطفية رأيتها تقبل قدماك ما الذي جرى ؟
فقلت هيا بنا يا سيدة لطفية .
لطفية هيا بنا لكن احمد الله انك أشفيت غليلي من سلمى كان بودي أن ألتقط لها صورة وهي تقبل حذائك .
فقلت لها و انا اقول لك إن فعلت هدا فسيكون اخر يوم في زواجنا فضحكت و قالت لا يمكنك دلك يا أخي لأننا خلقنا لبعضنا و سنظل لبعضنا الى الأبد و نكونوا ازواجا
في الجنة ان شاء الله .
فقلت إن شاء الله
ومرت هده الليلة و في الصباح بدئنا لتحضير حفل زفاف مراد و نفيسة و حضر كل اهل القبيلة و أهل الجبل و كانت الحفلة في حديقة بيت شيخ القبيلة
وكان رجال القبيلة يشربون الشاي والحلويات على الموسيقى الاندلسية و زغاريد نساء اهل القبيلة فجائت
سلمى و أخدت مكبر الصوت و وضعته أمامها و جلست على الكرسي و الكل يراقب ويسأل مادا تريد أن تقول سلمى ؟
ثم اخرجت سلمى الناي من حقيبتها وقالت انا أبارك للعروسين واثمنى لهم السعادة الدائمة كما نبارك لأختنا
لطفية و لشيخ القبيلة و أقدم هده المعزوفة للعروسين
و بدئت تعزف على الناي بطريقة جميلة وحنونة فإنبهر جميع المدعوين ثم صارت تغني و تقول :
الله الله الله يا داك الانسان على زين فيك .
الهمة و الشأن النخوة والتيهان حالك مواتيك
وعليا الله يهديك الزين تعدى و فات المدى
سلب عقلي ضيع راحتي خلاني و لهان
لما شفت الزين يا قرة العين قلبي ضاع مني و اصبح مملوك .
عندي قلب حنين يهرب منك لين .
وانا اسمع هدا الكلام قمت الى لطفية و اخدتها بعيدا عن النساء و نحن نستمع لسلمى وهي تغني فقلت للطفية صديقتك على غير عادتها .
لطفية : هي ليست صديقتي بل عدوتي وأكيد انها تناولت ويسكي لكي تغني لولا المدعوين لأمسكتها من شعرها ورميتها خارج الحفل عن هده الاغنية .
فقلت حبيبتي انا انتظر مولودا فلا تعرضيه للخطر
بعد انتهاء الحفل و دهاب العروسين الى بيت اب لطفية دخلت وردة و ليلى الى البيت و ادخلوا معهن سلمى فدخلت الى البيت و قلت لسلمى إلا تدهبين الى بيتك يا سيدة سلمى ؟
سلمى انا انتظرك لتوصلني الى بيتي !!!
فقلت لوردة اين لطفية ؟ فردت وردة : دهبت للنوم
فقلت وانتن كدلك إدهبن للنوم سأوصل سلمى الى بيتها و أعود .
ركبت بجانبي في السيارة تحركت فوضعت رأسها على كتفي و قالت انا احبك يا خضر لمادا تفعل بي هكدا ؟
فقلت رائحة الخمر تفوح منك لا أحب الخمر و لا أحب
من يشربه .
سلمى : اقلعت عنها مند ثمانية سنوات و انت من جعلتني أعود لها بسببك و بتهربك مني .
فقلت لا يمكنني أن اتزوج بك و انت تشربين الخمر و تضعين الصحافة في طريقي ، ففتحت باب السيارة و رمت بنفسها في لمح البصر فأوقفت السيارة و بدء قلبي يخفق بقوة و رجعت أركض إليها في الظلام أشعلت مصباح الهاتف و انا ابحث عنها فوجدتها مغما عليها و جسمها كله جروح اخذتها الى بيتها فلما رأتها أمها على هدا الحال فاقدة للوعي امرت الحراس بوضع السلاح على رأسي و تصفيدي و إنزالي الى قبو البيت ...
يتبع
18/09/2021
23:07
#Abdelhay samihi