تجمهر العشرات من الموظفين و الموزعين أمام مقر جريدة البيضاء الاعلانية الأسبوعية في حلب مطالبين برواتبهم المتأخرة و المتراكمة ، الأمر الذي قابلته إدارة الشركة باتهام أحد الإداريين بالسرقة ، و ذلك بعد ظهر " وقفة " عيد الأضحى المبارك .
و كان الموظفون ـ أغلبهم طلاب جامعات ـ (المشرفين على التوزيع و الموزعين ) بدأوا بالتوافد إلى مقر الشركة بدءا من الساعة الثالثة و النصف عصراً ، مطالبين برواتبهم المتراكمة منذ أكثر من أسبوع ، بحسب الشكوى التي تقدم بها عدد من االمشرفين .
و في التفاصيل التي رواها المشرفون لـ عكس السير فإن حوالي 150 شخصا ، اجتمعوا أمام مقر الشركة الكائن في حي المارتيني بحلب ، يوم وقفة عيد الأضحى ، مطالبين برواتب لم يقبضوها منذ الاسبوع الماضي ، و التي تقدر بحوالي 150 ألف ليرة سورية .
و فوجئوا بأن المكتب مغلق و اجروا اتصالات بالمدير التنفيذي للشركة ، كون سيارته كانت مركونة أمام مقر الشركة ، و نجح أخيرا أحد الاتصالات في الحصول على إجابة من المدير التنفيذي للشركة و المدعو " محمد عبد القادر" و حثه على القدوم إلى الشركة .
و اجتمع " عبد القادر " مع مدير التوزيع و يدعى " رواد " و معاونه " علي شربا " ، بحسب ما قال شهود عيان ، و لدى مطالبة الأخير برواتب الموظفين ، قام المدير التنفيذي بطرده من المكتب مصحوباً بشتائم ،و هدده بابلاغ الشرطة .
و تابع شهود العيان " و بعد خروج علي ، حضرت إلى المكان دورية شرطة تابعة لقسم الجميلية ، و ادعى المدير التنفيذي أن علي قام بسرقة مبلغ مادي تقدر بـ 25 ألفا كانت موجودة في سيارته ".
و بعد اتصالات أجريت على مستوى صاحب الشركة الذي هو عضو سابق في مجلس الشعب و الشرطة ، تم تكبيل " علي " و جره إلى القسم بتهمة سرقة 25 ألف ليرة سورية ، بحسب ما ذكر الشهود .
نعود و نذكر أن معظم الموظفين هم طلاب جامعيون يعملون اليوم ليقتاتوا لليوم فقط و ليس للغد.
و تساءل أحدهم " اذا كان مدير الشركة عضو في مجلس الشعب و له علاقات واسعة ، هل سيسرقوا منا الفرحة الوحيدة التي تكاد ترتسم على وجوهنا في العيد ؟ " .
قصة سابقة ..
و تعود بنا الذاكرة إلى الماضي قليلا لنتذكر أن تصرف الشركة هذه ليست الأولى (رغم أنها باسم آخر "يا هلا " )، فقد سبق لها أن تاخرت بدفع رواتب موظفيها لمدة شهرين ، و تجمهر حينها العشرات أيضا أمام مقر الشركة و زار عكس السير المكان ، إلا أن تعهد الشركة بدفع كافة مستحقات الموظفين خلال مدة زمنية محددة حال دون نشر المادة حينها ".
و اكتشف في وقت لاحق أن الشركة أوفت بوعدها بموضوع التاريخ إلا أنها قامت باقتطاع جزء كبير من المبالغ على من الموزعين و المشرفين بحجة أن المستثمر فر و هرب .
يشار إلى أنه يعمل في الشركة 16 مشرفاً (الأجر الأسبوعي للواحد منهم 2000 ليرة سورية ) و 16 سائق سوزوكي (الأجر الاسبوعي للواحد منهم 1000 ليرة سورية ) و حوالي 100 عامل (الأجر الأسبوعي للواحد منهم 400 ليرة سورية ) وإلى أن معظمهم غير مسجل في التأمينات الاجتماعية بحسب المشتكين .
مدير الشركة : الموظف تهجم على مدير الشركة ..
من جهته ، رد مدير شركة البيضاء " زياد طراد ملحم " على سؤال لـ عكس السير حول تأخر دفع الرواتب للموظفين بالقول " إن نظام الشركة يقضي بتوزيع الرواتب مرة واحدة كل ثلاثة اسابيع " مشيرا إلى أن موعد دفع الرواتب لم يحن بعد" ، الامر الذي نفاه عدد من الموظفين مؤكدين أن رواتبهم أسبوعية و ليست كما صرح .
و ادعى مدير الشركة أن الموظف "علي . ش" هو من بادر بالتهجم على المدير التنفيذي و شتمه .
الموظف الذي اتهم بالسرقة يوضح ما جرى ..
و أوضح الموظف " علي . ش " ما جرى معه بالقول " طالبت المدير التنفيذي برواتبي المتأخرة ، فصرخ في وجهي بالقول (ما في رواتب ) و حدثت مشادات كلامية بيننا أمام الملأ ".
و أضاف " بعد ذلك استدعى الشرطة و اتهمني بسرقة 25 ألف ليرة سورية و القدح و الذم " و بعد ذهابنا إلى قسم الشرطة تراجع عن اتهامي بالسرقة بحجة أنه وجد المبلغ المفقود ".
و ختم حديثه الهاتفي بعكس السير " نحن لسنا هواة مشاكل ، كل ما نريده العيش الكريم لا أكثر .. ".