يقول رجل كبير بالسن : أحببت أن أقوم بزيارة صديقي في مدينة أخرى .. فقطعت تذكرة وركبت القطار وجلست على أحد المقاعد .. وسريعا ما لاحظت أن غطاء المقعد ممزق ... فجمعت أغراضي وانتقلت إلى مقعد آخر بالقرب من مقدمة عربة القطار .... لكني لم استرح بهذا المقعد و انزعجت من طفل يبكي ولم يهدأ وهو بحضن والدته .. فانتقلت هذه المرة الى مؤخرة العربة .. فوجدت الشمس ساخنة جدا في هذا المكان وبقيت في حيرة هل ابقى أم اغادر هذا المقعد أيضا.. حتى انتهى بي المطاف ان حملت اغراضي وانتقلت الى الجانب الآخر وانا منهك .. وبدأت بمسح المقعد من الغبار .. وأخيرا نظرت للخارج وتأملت منظر الريف الجميل .... ولكن في تلك اللحظة نادى السائق يعلن الوقوف الان عند المدينة التي سأنزل بها .. فجلست في حيرة وقلت : لو كنت أعلم ان الرحلة قصيرة جدا هكذا لما كنت قضيت كل هذا الوقت أشكو وأعيب ... بل كنت جلست استمتع بالتأمل في جمال الطبيعة من أول مقعد جلست عليه.
وهكذا هي الحياة فاستمتعوا بها وعيشوا بالرضى والإمتنان واحمدوا الله واشكروه على نعمه.. ودعوكم من الشك والشكوى وتفاصيل الحياة الدقيقة .