( رصاصة طائشة )
اقرأ هذه القصة وهي على لسان
الدكتور راتب النابلسي.
اثنان تشاجرا في سوق من أسواق دمشق أحدهما معه سلاح فأطلق رصاصة فأخطأت خصمه . وهناك
من سمع الشجار فمدّ رأسه من دكانه فجاءت الرصاصة في عنقه وقريباً
من عموده الفقري فشلّ فوراً !!!
فاستوقف الشيخ راتب النابلسي
رجلا ًيعرف المصاب من السوق
فقال له : ياأستاذ أنت تحدثنا عن عدالة الله عز وجل فما صنع هذا الرجل ؟؟؟
إنه رجل تاجر فتح دكانه
ليسترزق ويسعى على عياله ، وهو يبيع الأقمشة ولاذنب له سمع شجاراً فمد رأسه فأصابته رصاصة طائشة في عنقه فشلّ الرجل !!! فأين عدالة الله ؟؟؟
فقال الشيخ النابلسي : والله انا أعرف
أن الله عادل ، ولكنك أطلعتني على
فصل من فصول حياة هذا الإنسان ،
ولعل له فصولا ً لا نعرفها أنا ولا أنت
وأنا أسلم بعدالة الله الحق .
سبحان الله ... بعد عشرين يوماً التقى الشيخ النابلسي بصديق له في حي الميدان ، فقال له : ياشيخ جرت عندنا حادثة غريبة ؛ لنا جار كان وصياً على أموال أولاد أخيه الأيتام ، وبقي لهم معه عشرون ألفاً ( ثمن بيت في ذاك الزمن ) فرفض أن يعطيهم المبلغ . فشكوه إلى أحد علماء الميدان الشيخ حسين خطّاب .
فاستدعاه واستدعى أولاد أخيه فأصر على عدم الدفع !!!
فقال الشيخ : يابٓنيّ هذا عمكم .. فإياكم أن تشكوه للقضاء ، هذه الشكوى لاتليق بكم ولكن اشكوه إلى الله رب الأرض والسماء .
هذه الواقعة تمت الساعة الثامنة مساءً . وفي اليوم التالي في الثامنة صباحاً ... مدّ الرجل رأسه من الدكان فأصابته رصاصة فشلّ الرجل !!!
يقول الشيخ راتب النابلسي حفظه الله :
لايوجد في الدنيا شيء اسمه رصاصة طائشة أو أمر طائش ، وإنما كله بحكمة من الله وعدل .
فهمه من فهم ... وجهله من جهل ... ولنا فيما يحصل في أحياءنا وحياتنا من قذائف وانفجارات وحوادث حكمة بالغة من رب حكيم عادل لايظلم عنده أحد مثقال ذرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر ...
قال تعالى : ( ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ... ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
إذا غفلنا عن عدالة الأرض فلا نغفل
عن عدالة رب الأرض والسماء...