حضرت الطعام و وضعته على الطاولة ..تتوسطه الدجاجة..التي احضرها زوجها..
لقد طهتها بعناية ..فهي تعلم كم يحب الدجاج..
كانت المجاعة قد ضربت المدينة ..و نقص الطعام في الاسواق..و انتشر الفقر بين الناس..
اخبرها زوجها انه اشترى الدجاجة بثمن بقرة في الايام العادية..
ولكنه لا يبالي..فهو يملك الكثير من المال..
استعدت لايقاظه من النوم .. حتى يتناول الطعام عندما سمعت طرقا على الباب..
قالت من وراء الباب قبل ان تفتحه..
- من الطارق؟
- رجل فقير..يكاد يموت جوعا..سألت الكثير من الناس عن طعام آكله..و لكن لا احد منهم يملك شيئا..ثم دلوني على هذا البيت..لعلي اجد عندكم لقيمات اسد بها جوعي..
- انتظر لحظة..
ثم عادت و اعطته الدجاجة.. و رحل..
ايقظت زوجها مبتسمة..و دعته للطعام..
- أين الدجاجة؟
- لقد طرق بابنا اليوم متسول..يطلب طعاما..و قد اعطيتها له..
- لما لم تعطه شيئا اخر؟
- رجاء أن يأجرك الله و ياجرني معك اجرا حسنا..
و قد علمت ان خير الصدقة .. ما كان احب الينا..
- اذا افعلي ذلك ..في بيت أبيك..اذهبي فأنت طالق..
بقيت في بيت ابيها..سنين..ثم خطبها رجل فقبلت..
و كان هو الاخر ذا مال كثير..
ذات يوم و بينما زوجها نائم سمعت طرقا على الباب..
- من الطارق؟
- رجل جائع يطلب طعاما..
كان صوته مألوفا..
اتت له بالدجاجة التي احضرها زوجها..
احست كأن الايام تعيد نفسها..
كان زوجها الثاني كريم النفس..فلم تخش غضبه..
فتحت الباب و أعطت المتسول الدجاجة..فلما مد يده لياخذها..عرفته و لم يعرفها..
ثم جلست باكية..حتى استيقظ زوجها .. و سألها عن السبب..
اخبرته قصة طلاقها..و لم تكن قد قصتها عليه من قبل..
و اخبرته أن السائل الذي اتى اليوم..كان زوجها الاول..
فسبحان مغير الأحوال..
فلما سمع ذلك بكى..
فسألته عن سبب بكائه..
فقال..
- انا من جئت اسالك طعاما ذلك اليوم..
رزقني الله و فتح علي..و اخذ من زوجك الاول و وضعه..
فسبحان الملك القدوس..السلام المؤمن المهيمن..
بشكره و حمده تدوم النعم..