على سبيل الختم:
يبدو أن السياق العام للمغرب كان له أثرٌ كبيرٌ على النفسية العامة للمجتمع المغربي، التي تتميز بتصاعد الخطاب الاحتجاجي، ونسبة الحرمان، وقد انتقل كل ذلك إلى جماهير ملاعب كرة القدم، هذه المشاعر السياسية لا تنفصل عن تلك التي يشعر بها المجتمع، إنها تعبر عن أزمة مؤسسات التمثيل والوساطة في بناء مواطنة حقة، يحمل فيها الفرد مشاعر سياسية مليئة بحب الوطن، واحترام المؤسسات السياسية، والانخراط فيها، وجعلها خياراً أساسياً، وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي في انتقال تلك المشاعر السياسية بين الشباب، إنها شكل من أشكال التعبئة التضامنية بين أفراد يشتركون في الأفكار والسلوكات والمشاعر السياسية.
هذه المشاعر تؤثر على السلوك السياسي للأفراد، وتحديداً على مستوى المشاركة السياسية، بحيث يفضل الأفراد المشاركة غير المؤسساتية، ويهمشون ما دونها، كعدم الانخراط في الأحزاب السياسية، ومقاطعة أنشطتها، وعدم التصويت في الانتخابات، أو الترشح لها، أو تولي تدبير الشأنين العام والحزبي، إضافة إلى ارتفاع نسبة التعاطي إلى الاحتجاجات والعنف السياسي.
المراجع
[1] – تترجم كلمة الحكرة في قاموس المعاني مفردة “حُكرة” من احتكار بـ “تفرُّد شخص أو جماعة بعمل ما لغرض السَّيطرة على الأسواق والقضاء على المنافسة”. وحسب نفس القاموس فعبارة “شَعَرَ بِالْحَكْرِ” تعني ” شَعَرَ بِالظُّلْمِ وَسُوءِ العِشْرَةِ”. وفي معجم “الوسيط” نجد معنى أدق وأقرب إلى وصف حالة “المقهورين” في عالمنا العربي اليوم. فالفعل “حَكَرَهُ” في المعجم الوسيط يعني “ظلمَه وتنقَّصَه”. و”أساءَ مُعاشرتَه”. و “حَكِرَ فلانٌ حَكْراً” يعني أنه “لجَّ. وبرأيه استبدَّ”. ويورد “لسان العرب” نفس المعنى للكلمة كما هي شائعة اليوم عندما يٌخبرنا بأن “الحَكْر” هو “الظلم والتنقُّصُ وسُوءُ العِشْرَةِ ويقال فلان يَحْكِرُ فلاناً إِذا أَدخل عليه مشقةً ومَضَرَّة في مُعاشَرَته ومُعايَشَتِه”. وتكاد تنطبق كل هذه المعاني على حالات الإحساس بالظلم والإهانة والاحتقار، هو ما دفع أصحابها إلى إيذاء أنفسهم للانتصار لكرامتهم أو للصراخ عالياً لإسماع أصواتهم.
[2] – Le Bart, C. (2018). La representation politique comme lien émotionnel. Nouvelles perspectives en sciences sociales, 14(1), p .203.
[3] – Cécile Jouhanneau, observé l’émotion pour saisir la politisation. Retour sur une enquete ethnographique en Bosnie-Herzégovine, De Boeck Supérieur, « Revue internationale de politique comparée » 2018/3 Vol. 25 | p.103.
[4] – Alain Faure et Emmanuel Négrier la politique à l’épreuve des émotions, Presses universitaires de Rennes, 2017,p .14.
[5] – دايفد باتريك هوتون، علم النفس السياسي، أوضاع، أفراد، وحالات، ترجمة: ياسمين حداد، مراجعة ياسمين الخصاونة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، 2015، ص. 47-58.
[6] – كريستيان تيليغا، علم النفس السياسي رؤى نقدية، ترجمة: أسامة الغزولي، سلسلة عالم المعرفة، الطبعة الأولى -436-مايو 2016، الكويت، ص.9-19.
[7] – جورج ف ماركوس، علم نفس الانفعال والسياسة، المرجع في علم النفس السياسي الجزء الأول، تحرير دافيد وسيرز، ليوني هادي، روبرت جيرفيس، ترجمة: ربيع وهبة، مشيرة الجزيري، محمد يحي الرخاوي، مراجعة وتقديم: فدوى حنفي، المركز القومي للترجمة، الطبعة الأولى، القاهرة 2010، ص. 331-391.
[8] – Simon Thompson, Paul Hoggett, Politics and the Emotions: The Affective Turn in Contemporary Political Studies, Bloomsbury Academic, 2012, p. 8-11.
[9] – Le Bart, C. (2018). La représentation politique comme lien émotionnel. Nouvelles perspectives en sciences sociales, 14(1), p. .210 -212.
[10] – نور الدين علوش، السياسي وديناميكية المشاعر الجماعية للفيلسوفة البلجيكية شانطال موف، مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية، المجلد 1، العدد 1، جانفي 2013، ص. 100.
[11] – كريستوفر باتلر، ما بعد الحداثة، ترجمة: نيفين عبد الرؤوف ومراجعة : هبة عبد المولى أحمد، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر الطبعة الأولى 2016، ص. 3-11.
[12] – جان فرانسوا ليوتار، في معنى ما بعد الحداثة، نصوص في الفلسفة والفن، ترجمة وتعليق: سعيد لبيب، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2016، الدار البيضاء، ص.33-55.
[13] – Charles Melman, La nouvelle économie psychique, la façon de penser et de jouir aujourd’hui, paris :1 ères, coll. Humus, 2010, p .54.
[14] – DOMINIQUE MOISI، The Geopolitics of Emotion: How can culture of fear، humiliation، and hope reshaping the world، On the site of Penguin Random House، of the link retrieved in a date 13/09/2021:
https://www.penguinrandomhouse.com/books/115907/the-geopolitics-of-emotion-by-dominique-moisi/[15] – علي الدين هلال، أزمة الأنظمة الفكرية الكبرى المعاصرة: الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية والشعبوية، مجلة التفاهم، ص. 93.
[16] – عزمي بشارة، الشعبوية والأزمة الدائمة للديمقراطية، مجلة سياسات عربية العدد 40، شتنبر 2019، ص. 16.
[17] – ميشيل لكروا، عبادة المشاعر، ترجمة: د أمين كنون، الطبعة الأولى 2017، افريقيا الشرق، ص. 13-21.
[18] – تقوم نظرية الاختيار العقلاني في صناعة القرار على عملية معيارية عقلانية حسابية يتم تعظيم المنفعة بها والبحث دائماً عن المكسب والحد من الخسائر.
[19] – Barbara H. Rosenwein, émotion en politique, Perspectives de médiéviste, Éditions de la Sorbonne | « Hypothèses » 2002/1 5 | pages 315 à 324.
[20] – محمد أحمد علي مفتي، الدور السياسي للألعاب الرياضية، مجلة الملك سعود، م 5، العلوم الإدارية، 1993، ص: 426.
[21] – أكرم خميس، ثورة جيل الألتراس، تقديم: محسن عوض وممدوح سالم، منشورات المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الطبعة الأولى 2012، ص. 17.
[22] – السكن في المغرب. موقع فاناك. 2020.
https://fanack.com/ar/morocco/population-of-morocco/.[23] – بليحا مروان، الشباب والمشاركة السياسية: دراسة في محددات الاختيار بين الاحتجاج والفعل السياسي المؤسساتي، أطروحة في القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكادير بجامعة ابن زهر، 2018-2019، ص. 77-78.
[24] – سعيد بنيس، تمثلات الخطاب الاحتجاجي للألتراس في المغرب وتأثيراته السياسية، دراسة إعلامية، معهد الجزيرة للدراسات ص. 6.
[25] – المختار بودريكة، الرياضة والسياسة في مواقف مشجعي كرة القدم، ألتراس الرجاء الرياضي نموذجاً، رسالة لنيل الماستر في القانون الدستوري والعلوم السياسية، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكادير جامعة ابن زهر، 2020-2021، ص. 42.
[26] – كرفع شعار المملكة الذي هو الله الوطن الملك ثم تمني الشفاء للملك إثر وعكة صحية أصابته.
[27] – البغرير خبز مطهي بطريقة مغربية.
[28] – Blaiha, Marouan., & Elhoucine, Oughlan. (2022). The Football Stadium in Morocco and the Dynamic of Struggle Over the Truth System, the Ultras Against the State. Advances in Social Sciences Research Journal, 9(
.p. 4.
[29] – Bernard Lamizet, « Nouveaux espaces publics », Communiquer [En ligne], 13 | 2015, mis en ligne le 22 avril 2015, consulté le 18 octobre 2021. URL :
http://communiquer.revues.org/1471 ; DOI : 10.4000/ communiquer.1471.
[30] – خالد كاضم أبو دوح، مفهوم المجال العام الأبعاد النظرية والتطبيقات، مجلة إضافات، العدد الخامس عشر صيف 2011، ص.139.
[31] – نجيب الحجيوي، الفضاء العام وتدبير الحركات الاجتماعية والاحتجاجية بالمغرب، المجلة المغربية للسياسات العمومية، العدد 20، ربيع 2016، ص. 273.
[32] – سعيد بنيس، تمثلات الخطاب الاحتجاجي للألتراس في المغرب وتأثيراته السياسية، دراسة إعلامية، معهد الجزيرة للدراسات، ص.6.
[33] – Jean-François Polo، «La politisation des supporters de football et leur engagement dans l’espace public، European Journal of Turkish Studies [Online], 26 | 2018، Online since 08 November 2018، connection on 18 August 2021.URL:
http://journals.openedition.org/ejts/5853;DOI: https://doi.org/10.4000/ejts.5853.[34] – حسن مصدق، النظرية النقدية التواصلية (يورغن هابرماس ومدرسة فرانكفورت)، الطبعة الأولى، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 2005، ص. 7.
[35] – Jean-François Polo، «La politisation des supporters de football et leur engagement dans l’espace public» European Journal of Turkish Studies [Online], 26 | 2018، Online since 08 November 2018، connection on 18 August 2021.URL:
http://journals.openedition.org/ejts/5853;DOI: https://doi.org/10.4000/ejts.5853[36] – عثمان الزياني، حراك الريف والاقتصاد النفسي للسلمية: تأملات أولية في طبائع الاحتجاج المهذبة، جريدة المساء العدد 3324، السبت/الثلاثاء 24-27/06/2017، ص.12.
[37] – أغنية في بلادي ظلموني،
https://www.youtube.com/watch?v=2Auxpy-0wHE&ab_channel=Le7TV تم الدخول04-10-2021. على الساعة 18:14.
[38] – سعيد بنيس، “الحكرة” قراءة في مسار المفهوم جريدة المساء عدد 25-06-2012.
[39] – كلمات أغنية الرجاء: يالبابور.
https://www.youtube.com/watch?v=XWB3lcGKf8Q&ab_channel=%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A[40] – مصطفى حجازي، التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور، المركز الثقافي العربي، الطبعة التاسعة 2005، الدار البيضاء، ص.44.
[41] – WINNERS 2005 – LIBRES ET INSOUMIS 2019 – 08 – OUTRO- قلب حزينhttps://www.youtube.com/watch?v=DG3WxbtDPeo&ab_channel=WINNERS2005 تم الولوج 05/10/2021 في الساعة 18:20.
[42] – علاء زهير الرواشدة، الاغتراب السياسي، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد 4 العدد 3، 2011، ص. 269.
[43] – حليم بركات، الاغتراب في الثقافة العربية، متاهات الإنسان بين الحلم والواقع، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، 2006، ص. 81.
الاشتراك بالنشرة البريدية
لمتابعة اصدارات المنتدى والمؤتمرات العلمية بشكل دوري قم بالاشتراك