#المطالعة
لقد صادفتني هذه الصورة واحترت جدا في أمرها
فرحت أتساءل هل يستطيع المرء أن يقرأ كتاب و هو على متن دراجة تتمايل به يمينا وشمالا أم تراها فقط مجرد صورة زائفة عن ذلك الحب المكذوب الذي يتبجح به البعض كلما رأوا أناسا بسطاء بحجة أنهم شغوفين جدا بالكتب مهما كانت الظروف من حولهم.
أما عن نفسي فسأصدقكم القول أن آخر مرة حاولت أن أقرأ فيها كتاب كانت منذ شهر و كانت الرواية لأدهم الشرقاوي بعنوان "ليطمئن قلبي " حيث اخترت مكانا رومانسيا في شرفة منزلي و جلست مثل المثقفين تماما ثم وضعت الكتاب في حضني بوضعية حميمية جدا و بتوفيق من الله سبحانه وتعالى استطعت أن أقرأ المقدمة كاملة و فجأة أحسست أنني لست على مايرام ربما كان ينقصني روتوش ما لتصدق صورتي كمثقفة حقيقية و كان هذا الروتوش هو فنجان القهوة .
وضعت الكتاب جانبا و دخلت المطبخ ، حضٌرت القهوة و عدت إلى مكاني و بدأت بقراءة متأنية تتسلّلها رشفة قهوة بين الفينة والأخرى ، كان مذاق القهوة غريبا كأنه ينقصه حلويات أو بسكويت مسكر ليمنحني دفعة طاقة لأقرأ بنهم ، تركت الكتاب جانبا للمرة الثانية و ذهبت للسوبر ماركت و اقتنيت ثلاثة علب بسكويت بالشكولاتة .
ثم عدت إلى مكاني و واصلت القراءة حيث كنت كلما أقرأ جملة أتناول بسكوتة حتى أنهيت العلب كلها ، في تلك اللحظة جاء دور النعاس هو الآخر و بدأ يغازل عينيّ فقررت أن أخذ قيلولة قصيرة و أنام لبضع دقائق كي يرتاح دماغي و أسترجع شغفي فنمت و استيقظت و قد اطمأنّ قلبي وعقلي ومعدتي و كل سلامة في جسدي لدرجة أنني لم أجرؤ منذ ذلك اليوم على فتح الكتاب مرة أخرى إلى يومنا هذا .
هبة الخالق