العَلِيمُ !
::::::::::::::::::
وَلَدَتْ لِزَوجِهَا سَبعَ بَنَاتٍ مُتَتَالِيَاتٍ ، وَ كانَ زَوجُهَا يَتُوقُ ، بِجُنُونٍ، لِوَلَدٍ ذَكَرٍ ، وَ يُعَيِّرُهَا هُوَ وَ أُمُّهُ وَ أَخَوَاتُهُ بِ( أُمِّ البَنَاتِ ) ، وَ كانَتْ تُحِسُّ بِانكِسَارٍ وَ تَشعُرُ بِالنَّقصِ مِن هذَا اللَّقَبِ ، عَلَى الرَّغمِ مِن مَحَبَّتِهَا الكَبِيرَةِ لِبَناتِهَا وَ تَعَلُّقِهَا الشَّدِيدِ بِهِنَّ !
وَ فِي الحَمْلِ الثَّامِنِ كانَتْ في غَايَةِ القَلَقِ مِنَ الذَّهَابِ إِلى عِيَادَةِ طَبِيبَةِ ( السُّونار ) ؛ لِأنَّ زَوجَهَا هَدَّدَهَا بِالطَّلاقِ وَ بِالزَّوَاجِ مِن غَيرِهَا إِنْ كانَتْ تَحمِلُ في رَحِمِهَا بِنتًا ثامِنَةً !
وَ بَعدَ فَحصِ ( السُّونَارِ ) أخبَرَتْهَا الطَّبِيبَةُ أَنَّهَا تَحمِلُ جَنِينًا أُنثَى ! ؛ فَأِغمِيَ عَلَيهَا مِنَ الصَّدمَةِ ، وَ بَعدَ أن عَلِمَ زَوجُهَا بِإِغمَائِهَا ؛ لَم يُنَفِّذْ تَهدِيدَهُ ؛ رَأفَةً بِحَالِهَا ! ، وَ أرجَأَ تَطلِيقَهَا إِلى ما بَعدَ وِلادَتِهَا !
وَ فِي أثنَاءِ فَترَةِ حَملِهَا حَتَّى لَيلَةِ الطَّلْقِ كانَتْ تَرَى في المَنَامِ ، في فَتَرَاتٍ مُتَبَاعِدَةٍ _ شَيخًا كَبِيرًا وَقُورًا يُلقِي عَلَيهَا هذِهِ الأبيَاتَ الشِّعرِيَّةَ:
قَد يُخطِىءُ التَّشخِيصُ وَ(السُّونَارُ)
لَكِنَّمَا لا تُخطِىءُ الأَقدَارُ
لا يَعلَمُ الغَيبَ المُغَيَّبَ مُطلَقًا
إِلَّا الإِلَهُ الخَالِقُ القَهَّارُ !
كُلٌّ يَنَالُ نَصِيبَهُ أَو رِزقَهُ
وَ اللهُ _ جَلَّ جَلَالُهُ _ يَختَارُ
................
وَ في غُرفَةِ صالَةِ الوِلادَةِ ، كانَتْ تُرضِعُ وَلَدَهَا الذَّكَرَ ، وَ زَوجُهَا يَنظُرُ إِلَيهَا بِامتِنانٍ ، وَ هِيَ تُرَدِّدُ تِلكَ الأبيَاتَ الشِّعرِيَّةَ الَّتِي حَفِظَتْهَا ، وَ قَد سَمَّتْ وَلَدَهَا الذَّكَرَ ( عَبدَ العَلِيم ) !
..................
* مِنْ تَأليفِيَ الخَالِصِ نَثرًا وَ شِعرًا/ أخُوكُم د.فارس عزيز الحسيني.