الكلمة القاتلة حسام جحجوح*

الكلمة القاتلة



حسام جحجوح*



هي كلمة ربما تكون مسموعة أو مقروءة لكن تأثيرها أكبر من إطلاق النار، ربما تقتل إنسان وربما تقتل مشروعاً وطنياً أو مصلحة فلسطينية عليا.

وما سبب ما نشتكي منه اليوم من فوضى وفلتان أمني سوى التحريض الذي يشحن النفوس ويصنع بذور الحقد والكراهية ورفض الأخر.



تحرض الأطراف العاملة على الساحة الفلسطينية في ظروف سلبية لمصالح حزبية، وربما نستوعب ذلك لكن.. ماذا يريد أحمد عبد الرحمن عندما يصف تصريحات حركة حماس بالسلبية وإنها سبب في تجميد المفاوضات حيث نجده يقول "إن سبب تجميد خطوات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يعود إلى كثرة التصريحات السلبية والمتضاربة من بعض قيادات حماس والتي كان لها تأثير سلبي وردود فعل دولية غير مواتية تجاه الحكومة وبرنامجها".



لماذا هذه التصريحات التي تثير الشكوك في نواياك ونوايا أمثالك من الحاشية المقربة، في وقت نحن في أشد الحاجة إلى الأجواء الإيجابية والتصريحات التي تصب في صالح الحوار الوطني الذي ينتظر نتائجه بفارغ الصبر كل فلسطيني غيور حريص على أن يرى مجتمع فلسطيني متماسك ومتمسك بالثوابت الوطنية.

نبيل عمرو يريد أن يصطاد في الماء العكر ويخلق أجواء سلبية بتصريحاته التنبؤية وما أكثر تنبؤات ذلك الرجل الذي يقرأ الواقع حسب خطوط الطول ودوائر العرض، قال نبيل عمرو المستشار الإعلامي للرئيس محمود عباس "إن الجهود الحثيثة التي بذلت لإنجاز حكومة الوحدة الوطنية تواجه صعوبات جدية تنذر بانهيار المحاولة، وعدم إنجاز هذا المشروع الوطني الهام".



السؤال المطروح لماذا ينذر نبيل عمرو بانهيار محاولة إنجاز هذا المشروع الوطني الذي سيخرج الشعب من حصار خانق ظالم فرضه العالم الغربي والعربي على الديمقراطية التي يتغنون بها ويلحنون لها أجمل المواويل ويغنيها أفضل المطربين لديهم!



كانوا يراهنون على فشل الحوار ومن ثم إسقاط الحكومة وحل البرلمان بفرمان رئاسي، ولكن عندما تأكدوا من صدق الحكومة الفلسطينية من إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم كافة الفصائل الفلسطيني بأطيافها المختلفة، بدءوا في خلق الأجواء السلبية بداية بأخبار كاذبة عن تجميد الرئيس للحوار مع حماس وتبعوها بتصريحات سلبية تنم عن حقد.

هذا التيار الفتحاوي الذي لا يريد حكومة وحدة ولا يريد أن يشرك حماس في حكومة معتبراً ذلك إنقاذ لحكومة حماس الذي لا يريد أن يراها إلا محاصرة أو فاشلة.



هذا هو تيار الذي أدمن السلطة والكراسي والمكاتب المكيفة، ولا يستوعب خروجه من السلطة إلى تيار المعارضة ويريد العودة إلى السلطة بأسرع وقت.

هؤلاء المتناطقين الإعلاميين وغير الإعلاميين لمصلحة من ينطقون؟ على أي أساس ينطقون؟ ما هي مححدات نطقهم؟ هل يراعون الظروف أثناء نطقهم؟ إنهم يبثون سمومهم في هذا المجتمع المتهالك أصلاً المشحون بالغضب واليأس والحزبية، وهم يعلمون أنهم يستهدفون فئة الشباب لا سيما طلاب الجامعات الأكثر تأثراً بعواطفهم بما يسمعون.

يشتكي هؤلاء من الفلتان الأمني والفوضى ونجدهم أول من يستنكر الأحداث السلبية التي أفرزوها وعملوا على تنميتها بتصريحاتهم.



* كاتب وصحفي - فلسطين