صراع على البرلمان!
أماني خليفة العبسي
صحيفة الوطن - العدد 1824 الأربعاء 8 ديسمبر 2010
بالأمس النائب العسومي دافع عن ترشيحه للسعيدي لرئاسة المجلس في مقابل الظهراني، حقيقة كنت أظن أن وجود الظهراني على الكرسي الكبير هو أمر طبيعي ومحتوم، وحقيقة أخرى أنه لا يعنينا من يكون على رأس المجلس لأن أداء المجلس يقاس بقوة الكتلة مجتمعة -أعني كتلة المجلس ككل وليس التكتلات التي تعزف منفردة معزوفاتها النشاز- فلو كان الرئيس سين أو صاد فهذا لن يحسن من أداء عاجز بطيء ولن يفعل تكتلات متقوقعة على نفسها تضيع الوقت في مهاترات وخصومات.
المتابع لحرب المناصب ورئاسة اللجان بل والتصريحات الأخيرة حول رئاسة المجلس يظن أن هذه الزوبعة ستتمخض عن إنجازات تاريخية تغير شكل البلد وتنقله من حال إلى حال، الحقيقة أن هذا أبعد ما نتوقعه فقد تعلمنا ألا نرفع سقف توقعاتنا، الموضوع قد لا يخلو من فائدة هنا أو هناك للوطن؛ لكنها لا تقارن بالفائدة الكبرى التي تعود على النواب الذين بدأوا الرحلة بالفعل بالصراع على الرئاسة والوجاهة، نسأل الله أن يخيب ظننا هذه المرة ويكون هذا الفصل على قدر الآمال العريضة التي نعقدها على السنوات القادمة.
سلسلة من المطالب البديهية لا تزال تراوح مكانها؛ لا وجود لحلول رغم اللجان ورغم الفرقعات الإعلامية التي حفظناها والضجيج والصراخ الذي يتردد صداه في الجلسات، البيئة يتم تدميرها تحت سمع وبصر الدولة والمشرعين ولا بصيص نور، تخنقنا روائح العوادم ودخان المصانع التي تملأ المدن والقرى، المواطن يكتوي بالغلاء ولا حلول، الحل ربما أن يعلق على صدره بطاقة تموين مكتوب عليها ''مستحق للدعم''، الحد الأدنى للرواتب قضية القرن التي تستعصي أمامها الحلول، المسائل المتعلقة بالمواطنة وكيف يتعامل المواطن مع الكتلة البشرية الكبيرة التي تشاركه العيش والرزق والموارد كل هذه وغيرها أمور تحتاج إلى بحث وتقصي وخروج بنتائج حقيقية، لا نريد لجاناً تنتهي بتقارير ونهايات مفتوحة؛ بل نريد أن نعرف ماذا تم وماذا يمكن أن يتم بلغة الأرقام والحقائق المقنعة.
نقطة حبر..
الوجوه النيابية التي تظهر كل يوم على صفحات الجرائد قلنا لها ونقولها مجدداً أن الأداء والنتائج هي مربط الفرس وهي ميزان النائب، والإسراف في التواجد الإعلامي قد يضر بدلاً من أن يفيد، ومن أسوأ الدعاية أن تكون صورتك على رأس الخبر ويكون المحتوى كلاماً وإعادة كلام، لا أعلم كيف يغيب عن بعض النواب ضرورة التحلي بالذكاء ''الإعلامي'' وترشيد التصريحات إلا فيما يفيد ويهم المواطن، ربما يجب أن يكون هذا الموضوع تحديداً ضمن عملية الإعداد للنائب قبل دخوله معترك البرلمان